أوليمبياد بكين 2008 : أبطال سطروا أسماءهم بأحرف من نور

بكين 2008

لا يمكن الحديث عن مسابقات ألعاب القوي في الدورات الأوليمبية دون ذكر
العداء الفنلندي التاريخي بافو نورمي، والذي اشتهر بلقب «الفنلندي الطائر»
خلال مشاركته في 4 دورات أوليمبية في 1920 و1924 و1928 و1932 واستطاع
إحراز 9 ميداليات ذهبية و3 فضية . ففي عام 1920 شارك العداء الفنلندي في
الأوليمبياد وأحرز 3 ذهبيات الأولي في سباق 10 آلاف متر، والثانية في سباق
8 آلاف متر، والثالثة في سباق 8 آلاف للفرق ثم أحرز فضية واحدة في سباق 5
آلاف متر. وواصل نورمي تحديه للمسافات وشارك في أوليمبياد 1924 وأحرز
ذهبيتين في سباق 5 آلاف متر وسباق 1500م وكان الفارق الزمني بين السباقين
هو 26 دقيقة فقط، بالإضافة إلي ذلك فقد أحرز رقماً قياسياً في السباقين.




الطريف أن المسابقة التي شارك فيها نورمي والتي تمتد لمسافة 5 آلاف متر قد
ألغيت بعد ذلك نتيجة لانسحاب نصف المتسابقين قبل نهاية السباق بمسافة
كبيرة، بالإضافة إلي إصابة العديد منهم ودخولهم المستشفي، وكل ذلك لم يمنع
نورمي من الوصول إلي خط النهاية الرسمي للسباق متحدياً كل الصعوبات.
واستطاع العداء الفنلندي أن يحصد بعد ذلك ذهبية في فردي 5 آلاف متر ثم
ذهبية أخري في نفس المسافة للفرق وذهبية خامسة في مسافة 3000 متر. ورفض
نورمي المشاركة في سباق 10 آلاف متر في بطولة 1924 خوفاً علي صحته وخسر
بذلك اللقب الذي احتفظ به ليعود إلي بلاده حزيناً برغم حصده 5 ذهبيات في
تلك الدورة، وظل رقمه القياسي في ذلك السباق مسجلاً باسمه حتي ما يقرب من
13 عاماً

*******

ناديا كومانتشي الفراشة الرومانية


تعتبر ناديا كومانتشي هي صاحبة الإنجاز الفريد في عالم الجمباز علي
المستوي العالمي والأوليمبي فالبرغم من أنها قد لا تتساوي مع ما حققته
أسطورة الجمبار السوفيتية لاريسا لاتينينا من حيث عدد الميداليات الذهبية
إلا أنها تتفوق عليها من حيث الأرقام القياسية وإحرازها رقم 10 كأعلي درجة
سجلت في تاريخ اللعبة.
وكانت بداية كومانتشي مع اللعبة مبكراً جداً حيث مارست الجمباز منذ أن
كانت في السادسة من عمرها تحت قيادة دنكان ومنتيانو ثم تدربت علي يد بيلا
كارولي وزوجته مارتا اللذين يعتبران من أصحاب الفضل علي ناديا فيما حققته
من إنجازات.
وحينما وصلت الرابعة عشرة من عمرها شاركت ناديا كومانتشي في أوليمبياد
مونتريال 1976 أذهلت العالم حين حصلت علي درجة 10 من 10 حيث إنها المرة
الأولي التي يحصل فيها لاعب أو لاعبة جمباز علي هذا الرقم باعتباره الدرجة
النهائية، ولم يستطع أحد حتي الآن كسر هذا الرقم، وبعد هذا الرقم حقققت
كومانتشي 6 أرقام مشابهة في كل مسابقات الجمباز التي شاركت فيها، بالإضافة
إلي ذلك فكانت الأسطورة الرومانية هي أصغير أوليمبية تحقق اللقب وتحدثت
وسائل الإعلام في أمريكا عن ذلك الإنجاز لفترة طويلة وشاركت ناديا بعد ذلك
في بطولة أوروبا عام 1977 وفازت باللقب

*******

مارك سبيتز.. عملاق السباحة الأمريكي


السباح الأمريكي مارك أندرو سبيتز هو أعظم اسم في تاريخ الألعاب
الأوليمبية بعد تحقيقه 11 ميدالية أولمبية منهما 9 ذهبيات خلال دورتين.
وجاء تألق سبيتز مع الدورات الأوليمبية في ميونيخ 1972، حينما حقق إنجازاً
غير مسبوق وهو الفوز بذهبية كل السباقات الفردية في السباحة فضلاً عن
تسجيله رقم قياسياً جديداً في كل مسابقة، وبين عامي 1965 و1972 فاز بـ 9
ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية بالإضافة إلي ذلك فقد حقق 33 رقماً
قياسياً.كانت بداية سبيتز مع السباحة حينما عقد العزم علي تكرار انجاز
مواطنه دون شولاندر الذي حققه في طوكيو 1964 وبالرغم من الإنجاز المحلي
الذي حققه علي مستوي الولايات المتحدة الأمريكية حينما كان عمره 17 عاماً
فقد فشل في تحقيق المركز الأول في أولمبياد مكسيكو 1968، وفاز بذهبيتين
فقط في سباق تتابع 100 م حر في زمن 7.31.3 دقيقة وهو رقم قياسي، والذهبية
الثانية كانت في سباق 200 م حرة في 4 مرات وحققها في زمن «3.52.7» دقيقة
وحقق أيضاً فضية الفردي و100 م فراشة وبرونزية 100 م حرة وبعد عودته من
المكسيك نال انتقادات حادة حيث كان قد وعد بتحقيق نتائج مذهلة قبل
البطولة، بالرغم من ذلك أصر سبيتز علي أنه لن يكتفي بالفوز بالذهبية ولكنه
سيسعي لكسر الأرقام القياسية وفي 28 أغسطس 1972 كان الحدث الأبرز في حياة
السباح الأمريكي الرياضية حيث أوليمبياد ميونيخ 1972 والتي استمرت حتي 4
سبتمبر، وحقق سبيتز هدفه بالفوز بذهبية سباق 200 م فراشة وحقق رقماً
قياسياً في زمن «70.00.2» دقيقة.
ثم أحرز ذهبية التتابع 4 مرات 100 م حرة في زمن «42.26.3» دقيقة. وفي 29 أغسطس توج سبيتز بطلاً أوليمبياً لسباق 200 م حرة.
وفي 31 أغسطس سجل السباح الأمريكي اسمه كأول رياضي بحصوله علي ميداليات في
بطولة واحدة، وواصل تحطيم الأرقام القياسية وفاز بالذهبية السادسة في سباق
100 م حرة والسابعة في 400 م في 4 مرات متنوعة وعقب هذا الإنجاز التاريخي
أعلن مارك سبيتز اعتزاله مباشرة محققاً 33 رقماً قياسياً ليتحول إلي
السينما ومجال الدعاية للشركات الرياضية

*******

لا ريسا لاتينينا.. أسطورة الجمباز الروسية


تعد لاريسا لاتينينا اسطورة الجمباز السوفيتية إحدي أبرز الأسماء التي
لمعت في تاريخ الدورات الأوليمبية حيث استطاعت لاتينينا أن تحقق رقما يصعب
تحطيمه من حيث عدد الميداليات الذهبية وعدد الميداليات التي حصلت عليها
ككل، فقد أحرزت اللاعبة السوفيتية خلال مشاركتها في الدورات الأوليمبية في
الفترة من 1956 والتي أقيمت في ملبورن ـ استراليا حتي 1964 في طوكيو
إجمالي 18 ميدالية بواقع 9 ميداليات ذهبية و5 فضية و4 برونزيات لتصبح
علامة بازرة في تاريخ الجمباز علي المستوي الإقليمي، بالإضافة إلي ذلك فقد
كانت لاتينينا هي أول لاعبة (فتاة) تحصل علي ميدالية ذهبية في الأوليمبياد.
الطريف أن بدايتها جاءت من خلال لعبة الباليه ثم تحولت إلي الجمباز في
مسقط رأسها كييف بأوكرانيا التابعة للاتتحاد السوفيتي آنذاك وكانت البداية
الحقيقية للاتينينا في بطولة العالم روما 1954 حينما كان عمرها 20 عاما
وفازت مع المنتخب السوفيتي بالذهبية.
قبل أن تشارك في أول بطولة أوليمبية لها في ملبورن 1956 باستراليا وشهدت
مشاركتها منافسة شرسة مع المجرية اجينس كيليتي ولكنها فازت عليها واحتلت
المركز الأول، وفي البطولة نفسها حققت فضية وبرونزية.
واصلت لاتينيا أداءهاالمبهر في بطولة العالم 1958 وفازت بالذهب، وفي
أوليمبياد 1960 في روما احتلت المركز الأول وفاز المنتخب السوفيتي في هذه
الدورة بالمراكز الأربعة الأولي وحققت أيضا ميدالية فضية في التوزان
بالإضافة إلي برونزية أخري.
أما في أوليمبياد 1964 فقد فشلت اللاعبة السوفيتية في الدفاع عن لقبها ولم
تحتل المركز الأول إلا أنها أضافت الي رصيدها الشخصي ذهبيتين وفضية وأخري
برونزية ليصل مجموع الميداليات التي حصلت عليها 18 ميدالية طوال مشاركاتها
الأوليمبية.
وعقب بطولة العالم 1966 أعلنت لاتينينا اعتزالها لتتجه إلي مجال التدريب
حتي عام 1977. وشاركت لاتينينا في تنظيم مسابقة الجمباز في أوليمبياد 1980
في موسكو

*******

كارل لويس.. العداء الذهبي


يبقي أسطورة ألعاب القوي العداء الأمريكي كارل لويس هو الاسم الأبرز في
عالم اللعبة علي مدار عدة دورات أوليمبية الذي حقق 9 ميداليات ذهبية عبر
مشاركاته الأوليمبية في 4 دورات 1984 ـ 1988 ـ 1992 و1996.
وكانت بداية كارل لويس مع الإنجازات في أوليمبياد لوس انجلوس 1984 حين
عادل رقم مواطنه جيس اوينز بالفوز بـ 4 ذهبيات، ولكنه قبل ذلك قد تذوق طعم
الذهب في عدة مناسبات، فقد بدأ لويس الاستعداد ليكون بطلاً أوليمبياً علي
يد جيس أوينز، وبالرغم من البداية المبشرة لكارل لويس إلا أن كل شيء تغير
في 1978 حيث بدأ في تحقيق أرقام عالية في الوثب فحقق رقم 76.7 م في مسابقة
محلية ثم استمر في زيادة رقم القفز الذي يحققه حتي وصل إلي 79.8 م قبل أن
يحقق لقب العالم الأول في هلسنكي بفوز بسباق 100 م ومسابقة الوثب الطويل
والـ 100 م تتابع . وجاءت الانطلاقة الكبري لكارس لويس دورة الألعاب
الأوليمبية 1984 حيث حقق لقب 100 م في 99.9 ثانية وقطع 200 م في 80.19
ثانية بالإضافة إلي احتلاله المركز الأول في الوثب الطويل بمسافة 54.8
وفاز أيضا بسباق الـ 100 متر تتابع.
وفي أولمبياد سيول1998 حاول كارس لويس تأكيد تفوقه في مواجهة العداء
الكندي بن جونسون ولكنه خسر ليترك الساحة أمام النجم الجديد حيث حطم
جونسون للرقم القياسي للمسافة عندما سجل زمن 79.9 مقابل 92.9 للويس، ولكن
لم تمر ساعات حتي حدثت أكبر فضيحة في تاريخ ألعاب القوي وتبين حصول جونسون
علي منشطات وتم تجريده من لقبه ورقمه العالمي فمنح اللقب تلقائيا للويس،
ولقب آنذاك بـ «الرجل النظيف»