قصة فتاة وصناعة الموت
الخميس فبراير 19, 2009 3:23 pm
امتزجت الزغاريد بالبكاء؛ فاليوم عرسها، وإن لم تلبس الفستان الأبيض وتُزف إلى عريسها الذي انتظر يوم زفافه ما يزيد على عام ونصف!! وارتدت
بدلا منه بدلة الجندية والكوفية الفلسطينية، وتزينت بدمها الأحمر الحر
لتحوله إلى عرس فلسطيني يدخل البهجة والفرح على قلب أم كل شهيد وجريح.
ففي
شهر يوليو القادم كان المتوقع أن تقيم آيات محمد الأخرس حفل زفافها كأي
فتاة في العالم، ولكنها أبت إلا أن تُزف ببدلة الدم التي لا يُزف بها إلا
مثلها؛ لتصنع مجد شعبها الفلسطيني بنجاحها في قتل وإصابة عشرات المحتلين
الصهاينة في عملية بطولية ناجحة نفذتها فتاة في قلب الكيان الصهيوني.
عرس لا عزاء
وفي
بيت متواضع في مخيم الدهيشة أقيم عزاء الشهيدة آيات الأخرس، اعتقدت أن
أسمع صوت العويل والصراخ على العروس التي لم تكتمل فرحتها، ولكني فوجئت
بصوت الزغاريد والغناء تطرب له الآذان على بُعد أمتار من المنزل، ووالدة
الشهيدة الصابرة المحتسبة تستقبل المهنئات لها، وبصعوبة استطعت أن أفوز
بالحديث معها لتصف لي صباح آخر يوم خرجت فيه "آيات" من المنزل، فقالت: "استيقظت
آيات مبكرة على غير عادتها، وإن لم تكن عينها قد عرفت النوم في هذه
الليلة، وصلّت صلاة الصبح، وجلست تقرأ ما تيسر لها من كتاب الله، وارتدت
ملابسها المدرسية، وأخبرتني أنها ذاهبة للمدرسة لتحضر ما فاتها من دروس،
فاستوقفتها؛ فاليوم الجمعة عطلة رسمية في جميع مدارس الوطن! ولكنها
أخبرتني أنه أهم أيام حياتها، فدعوت الله أن يوفقها ويرضى عنها".
وتكمل
الأم: وما كدت أكمل هذه الجملة حتى لاحظت بريق عينيها وكأني دفعت بها
الأمل، ووهبتها النجاح في هذه الكلمات، فنظرت إليّ بابتسامتها المشرقة،
وقالت: هذا كل ما أريده منك يا أمي، وخرجت مسرعة تصاحبها شقيقتها سماح إلى
المدرسة.
صناعة الموت
ويشار
إلى أن الشهيدة الأخرس كانت حريصة على أن تحتفظ بكافة أسماء وصور الشهداء،
وخاصة الاستشهاديين الذين كانت تحلم بأن تصبح مثلهم، ولكن طبيعتها
الأنثوية كانت أكبر عائق أمامها، فقضت أيامها شاردة الذهن غارقة في أحلام
الشهادة حتى نجحت الشهيدة وفاء إدريس بتنفيذ أول عملية استشهادية تنفذها
فتاة فلسطينية، وزادت رغبتها في تعقب خطاهم، وحطمت كافة القيود الأمنية،
واستطاعت أن تصل إلى قادة العمل العسكري، ليتم تجنيدها في كتائب شهداء
الأقصى رغم رفضها السابق اتباع أي تنظيم سياسي أو المشاركة في الأنشطة
الطلابية.
وأكدت
والدة الأخرس أنها كانت تجاهد نفسها لتغطي حقيقة رغبتها بالشهادة التي لا
تكف الحديث عنها، وقولها: "ما فائدة الحياة إذا كان الموت يلاحقنا من كل
جانب؟ سنذهب له قبل أن يأتينا، وننتقم لأنفسنا قبل أن نموت
- جميلةمشرفه على قسمى الطبخ والعنايه بالبشره
- عدد الرسائل : 181
العمر : 32
الجنس :
الدوله :
العمل :
المزاج :
الهوايه :
عدد النقاط : 17628
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 28/01/2009
الأوسمة :
رد: قصة فتاة وصناعة الموت
الجمعة فبراير 20, 2009 4:03 pm
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى