كاس القارات من العربية الي العالمية

كأس القارات.. من فكرة عربية إلى العالمية






تعد
بطولة كأس العالم للقارات هي البديل لبطولة "كوبا دورو"، والتي كانت تجمع
بين بطلي أوروبا وبطل جنوب أمريكا الجنوبية، وكان الأمير فيصل بن فهد
-رحمة الله عليه- قائد الرياضة السعودية سابقاً هو صاحب فكرة كأس القارات.


وتأتي كأس القارات في الترتيب الثاني
من حيث الأهمية بالنسبة للبطولات التي ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم
بعد كأس العالم، وتقام البطولة مرة واحدة كل أربعة أعوام بمشاركة أبطال
القارات الستة بالإضافة إلى كل من بطل كأس العالم ومنتخب الدولة المضيفة.

ويُذكر
أن بطولة كأس القارات من البطولات الدولية القليلة التي شهدت بعض المشاكل
والأزمات، بسبب رفض عدد من المنتخبات المشاركة فيها، بالإضافة إلى الواقعة
المريرة التي شهدتها البطولة السادسة لكأس القارات 2003 عندما توفي اللاعب
الكاميروني "مارك فيفيان فويه" في أرضية الملعب، وهي الواقعة الأولى من
نوعها التي تشهدها البطولات الدولية.

وكانت
بطولة كأس القارات تقام كل عامين إلا أن رفض المنتخب الفرنسي المشاركة في
البطولة الرابعة بالمكسيك عام 1999، والتي كان من المقرر مشاركته فيها
بصفته حامل لقب بطولة العالم عام 1998؛ ولذلك اضطر الاتحاد الدولي لكرة
القدم "الفيفا" لإعادة النظر في قواعد تنظيم البطولة وتقرر أن تقام مرة
واحدة كل أربع سنوات بدلا من عامين على أن يكون عام إقامتها هو العام
السابق لبطولة كأس العالم مباشرة.

كما
تقرر أيضا أن تقام البطولة في نفس الدولة المضيفة لكأس العالم مما يسمح
لها باختبار استعداداتها لكأس العالم رغم الفارق الكبير في حجم البطولتين.

وأكد
الفيفا في عام 2005 أن المشاركة في كأس العالم للقارات سيكون إجباريا
لجميع أبطال القارات الست باستثناء بطلي أوروبا وأمريكا الجنوبية.

وبذلك
أصبح من الصعب أن ترفض أي دولة المشاركة في بطولة القارات؛ نظرا لأنها
تمثل استعدادا جيدا لكل المنتخبات المشارِكة فيها قبل عام واحد من كأس
العالم.


البطولة الأولى لكأس القارات السعودية عام 1992:
استضافتها
السعودية صاحبة فكرة البطولة عام 1992 وشارك فيها أربعة منتخبات هم:
الأرجنتين والولايات المتحدة وكوت ديفوار إلى جانب السعودية الدولة
المضيفة.
وتنافست المنتخبات المشاركة على كأس الملك فهد، حتى فاز بها المنتخب الأرجنتيني في النهائي على حساب السعودية البلد المضيف.

البطولة الثانية السعودية عام 1995:
استضافتها
السعودية مرة أخرى عام 1995، بما أنها صاحبة الفكرة والمتبنية لها، وقد
زاد عدد الفرق المشاركة إلى ستة منتخبات هم: الدولة المنظمة السعودية
ونيجيريا واليابان والدانمارك والمكسيك والأرجنتين "حامل اللقب".
ولكن في هذه البطولة توج المنتخب الدانماركي بلقب البطولة بعدما فاز في النهائي على المنتخب الأرجنتيني "حامل اللقب".

البطولة الثالثة السعودية عام 1997:
للمرة
الثالثة على التوالي في عام 1997 استضافت السعودية البطولة، لكن هذه المرة
تحت رعاية وتنظيم الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) للمرة الأولى، وذلك
لما حققته البطولة من نجاحات.
وزاد عدد المنتخبات المشاركة
إلى ثمانية منتخبات وهم: السعودية الدولة المستضيفة وجنوب أفريقيا
والبرازيل وأروجواي والمكسيك والتشيك والإمارات وإستراليا.
وقد رفضت ألمانيا المشاركة في هذه البطولة، حيث كان مقرراً مشاركتها في البطولة كبطل لقارة أوروبا.
وفازت البرازيل بهذه البطولة بعدما هزمت إستراليا في النهائي، وحصل روماريو على لقب هداف البطولة.

البطولة الرابعة المكسيك 1999:
هذه
المرة أقيمت البطولة في المكسيك، وشارك فيها كل من: المكسيك (البلد
المضيف) وألمانيا والسعودية وبوليفيا والبرازيل ومصر والولايات المتحدة
الأمريكية ونيوزيلندا.
وفي هذه البطولة نجحت الدولة المنظمة
المكسيك في التتويج باللقب على حساب البرازيل بعدما تغلبت عليها في
المباراة النهائية للبطولة 4-3 والتي شهدت حضورا جماهيريا كبيرا بلغ نحو
60 ألف مشجع لتكون المكسيك هي بطل النسخة الرابعة من كأس القارات.
وقد
شهدت هذه البطولة هزيمة المنتخب المصري من نظيره السعودي بخماسية في مرمى
"عصام الحضري"، كما رفض المنتخب الفرنسي المشاركة في هذه البطولة والتي
كان من المقرر مشاركته فيها بصفته حامل لقب بطولة العالم عام 1998؛ ولذلك
اضطر الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" لإعادة النظر في قواعد تنظيم
البطولة وتقرر أن تقام مرة واحدة كل أربع سنوات بدلاً من عامين على أن
يكون عام إقامتها هو العام السابق لبطولة كأس العالم مباشرة.

البطولة الخامسة 2001 بكوريا واليابان:
كانت
هذه البطولة اختباراً حقيقياً لكوريا والجنوبية واليابان ومدى استعدادهما
لاستضافة كأس العالم 2002، وشارك في هذه البطولة ثمانية منتخبات ولم تشارك
السعودية للمرة الأولى منذ بدء البطولة.
والمنتخبات المشاركة هي: اليابان وكوريا الجنوبية وفرنسا والمكسيك والكاميرون وإستراليا والبرازيل وكندا.
وفي
هذه البطولة أحرز المنتخب الفرنسي لقب البطولة بعد تغلبه على اليابان في
النهائي بهدف نظيف، ليضيف لقب بطل كأس القارات إلى لقبي كأس العالم 1998،
و"يورو 2000" كأس الأمم الأوروبية.

البطولة السادسة عام 2003:
وأقيمت
البطولة هذه المرة في فرنسا "حامل اللقب"، ولكنها شهدت حادثاً مأساوياً
بوفاة اللاعب الكاميروني "مارك فيفيان فويه" الذي سقط على الأرض أثناء
مباراة فريقه أمام المنتخب الكولومبي في الدور قبل النهائي للبطولة.
وفي
هذه البطولة تعرض السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم
الفيفا لانتقادات لاذعة؛ بسبب تأكيده على إقامة المباراة النهائية في
موعدها عقب وفاة فويه، وذلك قبل التحدث إلى المنتخبين الفرنسي والكاميروني
طرفي المباراة النهائية.
كما أشار بلاتر إلى أنه يبذل قصارى جهده من أجل إطلاق اسم فويه اللاعب الكاميروني على البطولة التالية.
وكانت
المباراة النهائية نفسها كئيبة حيث أبدى لاعبو الفريقين تقديرهم
للكاميروني فويه، كما لم يحتفل لاعبو المنتخب الفرنسي بإحرازهم اللقب بعد
الفوز على المنتخب الكاميروني بهدف دون رد.
وحصل الفرنسي "تيري هنري" على لقبي أفضل لاعب في البطولة وهداف البطولة.

البطولة السابعة 2005:
أقيمت
هذه البطولة في ألمانيا لتكون بروفة لكأس العالم 2006، وفي هذه البطولة
حصلت ألمانيا البلد المضيف على المركز الثالث بعدما تغلبت على المكسيك
بأربعة أهداف مقابل ثلاثة.
فيما تُوّجت البرازيل بلقب البطولة بعد تغلبها على الأرجنتين بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد.


وكانت
هذه المباراة هي المباراة رقم 22 للحارس البرازيلي "ديدا" الذي شارك في
خمس بطولات لكأس العالم للقارات ولعب بصفة أساسية في جميع المبارايات
باستثناء ثماني دقائق فقط.

البطولة الثامنة 2009:
ما
بين مؤيد ومعارض لاستضافة جنوب إفريقيا لكأس العالم للقارات تتجه جميع
الأنظار صوب كأس القارات لمشاهدة النسخة الثامنة من البطولة والتعرف على
مدى استعدادات جنوب إفريقيا لاستضافة حدث في حجم كأس العالم.


وتشارك
في هذه البطولة كل من منتخبات الآتية: منتخب مصر بطل إفريقيا ومنتخب
العراق بطل آسيا ومنتخب إسبانيا بطل أوروبا ومنتخب البرازيل بطل أمريكا
الجنوبية ومنتخب نيوزيلندا بطل أوقيانوسية ومنتخب الولايات المتحدة بطل
اتحاد منطقة كونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي) وإيطاليا بطل
العالم وجنوب إفريقيا ممثل الدولة المضيفة.