شائعات وردود وغداً 4 فبراير جمعة الرحيل

الخميس فبراير 03, 2011 8:58 am

لا أعرف من أين

أبدأ لكن لكل لشيء بداية كما أن لكل شيء نهاية .. حتى الظالم له نهاية ..
كلام مرسل عليه أن ينتهي لنصل لوقائع حدثت وستحدث في شارعنا المصري.

- الشعب المصري لم يختلف كثيراً عما يقوله كثيرون طوال الوقت .. شعب صبور،
قادر على أن يغضب لكنه سريع التسامح .. في بعض الأحيان تكون هذه ميزة لكن
هذه مصيبة اليوم أن يتسامح مع من قتل أخوته وأصابهم ثم يتهم من يتعاطفون
معهم بالخيانة أو على أقل تقدير بالسعي لخراب هذا البلد.. خطاب مبارك
ضمنياً كان مثل خطاب بن علي .. الاثنين قالوا ضمنياً "أنا فهمتكم" لكن
التونسيون لم يسكتوا لأن على مدى سنوات بن علي كانت الفرصة متاحة ليفهمهم
وليستجيب لنداءات شعبه وهو نفس حال مبارك لذلك لم يعد هناك مجالاً للسماح،
بل إن التوانسة لم يتهمهم أحد بأنهم يسعون لعدم الاستقرار عندما هبّوا
للشارع مرة أخرى اعتراضاً على حكومة مزيفة نصفها من الحزب الحاكم ولم يقل
لهم أحد ألم تصلوا إلى ما أردتم وهو رحيل بن علي ؟ لأن الحقوق لا يجب بها
أحد على أحد ولا يمكن أن تهتف لواحد لأنه يعطيك حقك وهو مغصوب على إعطائه
لك كما أنك لم تكن أبداً لتتنازل عن حقك لو كان من مات هو أخوك أو أبوك أو
أمك أو قريبك .. لم تكن لتتنازل عن "ثأرك" أبداً ولم تكن لتضع صوره على
الفيس بوك !!!

- من يرتعد خوفاً من حدوث حرب أهلية إن غادر مبارك لا أعرف كيف يفكر .. هل
حدثت في تونس حرب أهلية ؟ إنهم يقولون أن العراق حدث بها هذا الأمر وهي
أبعد ما تكون عن حالتنا لأن هناك محتل وحالتنا هنا مثل تونس وليست مثل
العراق ولا أظن أن تونس قادمة على حرب أهلية لأن الجميع اتفق على شيء كما
أن أحزاب المعارضة ليست بفصائل مسلحة مثلاً وهي أضعف من أن تكون لها شعبية
كاسحة في البلاد التي يؤيد أغلبيتها شيء واحد وهو رحيل مبارك ونظامه...
من تظاهر من غير أعضاء الحزب الوطني وأفراد الأمن تأييداً لمبارك اليوم
كان مؤيداً للاستقرار فقط وليس لمبارك لكن عليه أن يعلم أن الاستقرار على
فساد ليس باستقرار .. هل كان يعجبه استقرار ما قبل 25 يناير ؟ الاستقرار
على طريقة ليبقى الحال على ما هو عليه ولتضرب رأسك بالحائط.. عليه أن يصمد
ويصبر لأن حقه لن يأتي بسهولة.

- يسأل سائل .. ألا تستطيع أن تصبر لعدة شهور على رحيل مبارك بعد أن صبرت
30 عاماً ؟ الإجابة بسيطة وواضحة أنه لو استمر نظام مبارك والحزب الوطني
قابضاً على السلطة في الفترة القادمة فسيلم شتاته وفي الأغلب لن يفعل سوى
تعديلات صورية في الدستور خصوصاً مع مجلس شعب "في الجيب" ويترك مواد لم
يتحدث عنها مبارك كالمادة 39 الخاصة بإنشاء الأحزاب والمادة 88 الخاصة
بالإشراف القضائي والدولي التي بحّت أصوات الناس في تغييرها وهاهو حتى مع
كل هذا الضغط لا يريد الحديث عنها ولا عن قانون الطوارئ.

- في أي مصيبة تحدث كان المصريون يطالبون برحيل المسؤول عنها .. ليس شرطاً
أن يكون مبارك هو من أمر بإطلاق الرصاص على المتظاهرين لكن إن لم يحاكم
حبيب العادلي (وهو لم يعلن ذلك) فهو مسؤول عن الأمر وهذا ببساطة ينطبق على
أي شركة أو مؤسسة .. إن حدث خلل في قسم معين ولم يتم عقاب رئيس هذا القسم
فإن رئيس رئيس القسم يجب أن يعاقب.. في أي بلد لو اصطدم قطارين ببعضهما
فسيستقيل وزير النقل في الأغلب ولا يقول أحد فليتم مدته ثم يرحل غير مأسوف
عليه فلماذا يتم فعل ذلك مع مبارك ؟ مبارك الذي لم يقدم عزاؤه للشهداء
والذي لم يؤكد بوضوح أن من سحب الشرطة من الشوارع سيتم محاكمته حتى لو كان
كبش فداء له لأنني أجزم أن مبارك هو من أمر بذلك حتى تتعالى الأصوات الآن
أن بلدنا تخرب.

- لا تستغرب أن يستمر مبارك أو يأتي بابنه أو يصبح الرئيس شخصاً آخر من
الحزب الوطني .. فالرجل المهذب "أحمد شفيق" في تليفزيون الحياة لم يستبعد
إمكانية ترشيح جمال مبارك لنفسه في الانتخابات المقبلة وهو في ذلك منطقي
تماماً لكن مع عدم تغيير كل البنود المهمة في الدستور فستكون الساحة متاحة
لجمال مبارك للوصول لها في ظل رؤساء أحزاب هزيلة وعدم اعطاء الفرصة
للمستقلين للترشح ووسائل الإعلام جاهزة لتمهيد هذا الأمر فهي وصل بها
"الهوهوة" أن تجلب قناة المحور فتاة يخفون وجهها وتعترف بتدريبها على يد
يهود في أمريكا على قلب نظام الحكم ثم في النهاية تبكي وتعتذر لـ"بابا"
مبارك وكأننا سذّج مازلنا نشاهد الأفلام القديمة التي ينقلب إليها الشرير
لطيب في لحظة واحدة في نهاية الفيلم ويعترف بكل شيء .. اعترفت الفتاة بكل
شيء بدون أن يجبرها أحد بل وتم الاتفاق معها على الظهور غداً بالوثائق
التي تثبت ما قالته من أن التخريب جاء من عناصر من الخارج بمساعدة بمصريين
والأسطوانة المشروخة أن من تبقى في التحرير هم الأخوان وحماس ..! ولا
ندري كيف يتفقون مع الفتاة التي لم نرى جهة تقبض عليها بتهمة "الخيانة
العظمى" وكأن ندمها كافي بل إنها تتفق على التواجد غداً في نفس المكان بكل
سهولة..! إذاً هذا الإعلام الخرب لن يعطي الفرصة لإصلاحات كما يتوقع
البعض وهؤلاء الذين طافوا في المدن بمكبرات الصوت البغيضة التي ذكرتني
بالانتخابات المريضة لن يعطوا الفرصة لإصلاح حقيقي.

- إن من يسأل سؤال "مين يمسكها ؟" لهو أدعى
أن يطالب برحيل هذا النظام ورئيسه الذي أوصلنا لهكذا سؤال في بلد يبلغ
تعداده أكثر من 80 مليون نسمة .. نظام أناني لا يريد سوى الاستئثار
بالسلطة والمثير للسخرية أنه يتهم الأحزاب المتواجدة مع الشباب بأنهم
يريدون الوصول للسلطة وكأنها إهانة أن يرغب حزب في الوصول للسلطة رغم أن
هدف أي حزب في العالم أن يحكم إن اقتنع الشعب بفكره بل إنه يهينهم بشيء هو
نفسه يفعله منذ 30 سنة، كما أن أمثال أسامة سرايا ومحمد علي إبراهيم
وممتاز القط ومكرم محمد أحمد وأغلب إعلاميي القنوات الخاصة المصرية
والمحافظون ورؤساء المحليات الذين يتهمون الأحزاب بالمستفيدين لأحرى
بالتفكير في أنهم أيضاً مستفيدون الحقيقيون في استمرار هذا النظام.. من
يمسك البلد هو من سيفرزه الشعب دون مشاكل ومصر قادرة على إدارة نفسها
والأسماء كثيرة وموجودة ومن يحكمونا ليسوا بعباقرة ليكون ليس لهم مثيل.
هناك أسماء كثيرة قادرة على حكم مصر وليس شرطاً أن يكون البرادعي أبداً بل
هناك د. حسن نافعة وعمرو موسى وفي النهاية لتذهب الأسماء للجحيم لأن
الشعب يستطيع إفراز أسماء جيدة كلها ستكون أفضل من مبارك ونظامه.

- من يقول إن بلدنا خربت اقتصادياً عليه أن يفكر ولو
لدقيقة في أن كل أعمال النهب والسلب هذه لا تساوي ربع ما سلبه أحمد عز من
البلد وهو الذي لم يعلن مبارك عن محاكمته أيضاً هو وغيره كما أن انهيار
البورصة هذا أمر وقتي سيعود فوراً للارتفاع بمجرد استقرار الأمور التي لن
تستقر إلا برحيل هذا النظام ورئيسه لأنه من كان قد أوصل هذا البلد لهذا
التراجع وهو لا يملك عصا سحرية لإعادة كل شيء لأن عقليته كانت أمنية من
الدرجة الأولى كما أن خبيراً في قناة بلومبيرج أكد أنه لو انهار نظام
مبارك فتصبح مصر عملاقاً اقتصادياً متنامياً على الطريقة التركية وهذا
صحيح تماماً. من يقول إن مصر بلد مؤسسات عليه أن يحتفظ بنفس الكلام ويفهم
إن تغيير الرئيس لن يجعل الدولة تنهار كما أن الحقوق لا تأتي بسهولة وعلى
الجميع أن يصمد ويثابر ويواصل لينالها من شخص تسبب في مقتل 300 شخص وإصابة
المئات كما أن خسائرنا لو استمر صمودنا حتى الجمعة لن يتعدى خسارة شهداء
مصر في العبارة الذين وصل عددهم لـ1500 شخص ولم يتم معاقبة صاحبها أيضاً

- أما من يقول إن البلد في فتنة الآن والمصريون
يتقاتلون لهو يرتدي نظارة عتماء ولا يدرك أن كل الفارق بين يوم 28 يناير
و2 فبراير أن الشرطة خلعت الرداء الميري وضربت المتظاهرين من جديد لذلك لا
توجد فتنة بل كل الشعب مع بعضه وأنه حتى من طالبوا بالاستقرار ظناً أن
مبارك ونظامه هو من سيجلبه لهم رغم الـ30 عام الماضية ليسوا من هاجموا
أخوتهم في التحرير بل هم زبانية النظام الذي لن يرحل في نوفمبر إن استمر
مبارك لأنه سيحدث ما حدث في سوريا.. الناس في مصر داخل الدوائر يزورون دون
أن يطلب منهم أحد ذلك من الأساس لأنهم يدركون أن الوطني "كسبان .. كسبان"
ولو استمر الوطني حتى نوفمبر لا تتوقعوا ألا يفعلوا ذلك مجدداً.

- لابد من الحديث عن علاقة مبارك بإسرائيل .. الكل قرأ
ارتعاد قائدة الصهاينة من رحيل مبارك وانتحابهم على ذلك كما أن مبارك لم
يعد مثلاً بعدم تصدير الغاز لإسرائيل، كيف لا وصديقه الصدوق حسين سالم هو
صاحب الشركة المصرية المساهمة في الأمر ..

لن أنتهي من الكلام لكن مثال أخير على أن كل ما يفعله
مبارك يذكرني بما تفعله إسرائيل مع الفلسطينيين.. هو استمر 30 عاماً يقول
بكلام معسول إن الإصلاح السياسي لايمكن ألا يتم إلا شيئاً فشيئاً رغم أنه
قام بإصلاح في يومين لم يقم به طوال 30 عاماً .. الرغبة واضحة وهو رحيل
مبارك ونظامه فوراً للأسباب التي تم سردها وهو عدم التقاط الحزب الوطني
لأنفاسه وإحكام سيطرته من جديد كما هي الرغبة واضحة في عودة إسرائيل لحدود
67 لكن إسرائيل تناور منذ 32 عاماً وتتحدث عن ترك مستوطنة وتعد بالعودة
في النهاية لكنها لا تعود .. لأنها لا تريد ذلك ولا تنوي ذلك بل تناور كما
يناور مبارك الذي يدرك جيداً أن الشعب طيب "زيادة عن اللزوم" ويرضى
بالفتات لذلك ألقاه له ففرح الكل به ولم يفهم أنه فقط انحنى ليبدأ أمين
الشرطة والظابط والوزير في ضربه على "قفاه" من جديد وليتفنن الموظف في طلب
الرشاوي منه من جديد وليلملم "الوطني" جراحه ليعمل على قتل أي فكرة
للمظاهرات من جديد التي لا يمكن أن تتم من جديد إن هدأت الآن إلا بموت 300
آخرين وربما أكثر قبل الوصول لميدان التحرير من جديد... ارجوكم أفيقوا ..
إن كنتم تحبون مبارك أو ترضون بأن تعودوا للهوان من جديد فلا بأس حتى
أتأكد من أن الشعب المصري يستحق ما يحدث له أما إن كنتم لا تحبونه هو
ونظامه وحزبه وزبانيته التي أطلقها عليكم اليوم فانزلوا يوم الجمعة المقبل
لتكون آخر جمعة يكون فيها رئيساً لمصر.