الشعب يريد اسقاط النظام"...ومبارك يريد الحكم ولو سقط كل الشعب
الإثنين فبراير 07, 2011 2:51 pm
أعداد قتلى وجرحى الاحتجاجات آخذة في الارتفاع حتى وصلت الى المئات، كما أن
وقع التظاهرات ما زال هادراً، وازيز الرصاص الحي ما خفت في ارجاء محافظات
مصر. الشعب مل الذل وبدأ البحث عن كرامته وسط الهتافات والنار والدخان حيت
تفوح رائحة دماء سقطت لكي يسقط مبارك الذي بدا مؤخراً غير مبال بالحناجر،
والقبضات والنار حتى شبّهه البعض بمن يريد "حرق المدينة حتى لا تسقط" ولا
يسقط هنا..
عندما عاد جزء من خدمة الاتصالات إلى هواتف المصريين، تكشفت صور وجثث ودمار
لم تكن واضحة معالمها بالأمس. ظهر الرصاص المغطى بالدماء، وظهرت المشارح
مكتظة بساكنيها المؤقتين. وعلى الرغم من ذلك، لم يكن خطاب مبارك المتأخر في
الوقت والتوقيت وبعد يوم غضب دام، على مستوى آمال المصريين المحتجين،
فاستنكروا حتى نسوا كل مطالبهم الحياتية وتوحدوا على المطالبة برحيل الرجل.
مبارك أقال الحكومة، وكما أقالها يستطيع أن يعيّن غيرها، وبالنسبة
للمصريين، انتظار 30 سنة أخرى غير وارد الآن. ولا يبدو ان وعد مبارك بتشكيل
حكومة جديدة او دعوة الجيش الى الحفاظ على الامن وتنفيذ قرار حظر التجول
كان لهما أثر يذكر على المتظاهرين.
فبعد احتجابه عن الانظار ولزوم الصمت منذ بدء انطلاق التظاهرات الحاشدة
الثلاثاء في حركة احتجاج لم يسبق ان شهدتها البلاد في عهده ظهر "الرّيس"
منتصف ليل الجمعة السبت على شاشة التلفزيون. وفي حين كان المتظاهرون، وما
يزالون، يمزقون صوره في الشوارع ويطالبون برحيله، لم يقل مبارك شيئا عن
احتمال انسحابه من الساحة السياسية التي يهيمن عليها بقضبة من حديد منذ
1981. وفي هذا الظهور المتأخر وعد الرئيس باجراء اصلاحات ديموقراطية. وهو
ما داب عليه بانتظام منذ فترة طويلة ومل منه الشعب. وكذلك بتغيير حكومي.
ولم يقل شيئا عن نواياه في الترشح ام لا لولاية سادسة في الانتخابات
الرئاسية المقررة في ايلول/سبتمبر المقبل، ولم يفصح ايضا عن نوايا ابنه
جمال الذي تعرض مثله لهجوم وغضب المتظاهرين. ظهور مبارك وحديثه الليلي أجج
الغضب الجماهيري في شوارع القاهرة والاسكندرية والسويس من اقصى مصر الى
اقصاها واعطاه جرعة الاستمرار .
لسان حال المتظاهرين هو أن الإصلاح غير ممكن في مصر حالياً، بسبب الديون،
بسبب خط الفقر، بسبب قانون الطوارئ، وبسبب الفساد، ولأسباب كثيرة نادى بها
المصريون طيلة سنوات، ولكن...
الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي "فهم" ما يريده شعبه منه بعد عقود من الحكم، ولكنه تأخر، وغادر. فهل تأخر مبارك أيضاً؟
كان يوم مصر شديد الشبه بأمسها الذي امتد حتى الصباح. فبعدما اخذ الشعب
استراحة "محارب" قصيرة عاد الى الساحات ليملأها من جديد في مختلف محافظات
مصر وعلى وقع هتافات "الله اكبر" و"الشعب يريد اسقاط النظام" و"مبارك.
ارحل". فقد نزل المواطنون السبت بمئات الالاف الى الشارع لليوم الخامس على
التوالي في تظاهرات تحولت الى ثورة شعبية حقيقية تذكر بثورة الشعب التونسي
التي اطاحت ببن علي. في حين يقف الجيش المصري الذي دعي لنجدة نظام مبارك في
الخط الامامي في محاولة لاعادة الهدوء والوقوف بين المتظاهرين العزّل
والقوى الأمنية المسلّحة حقناً للدماء.
عشرات آلاف المتظاهرين تجمعوا في ميدان التحرير بوسط القاهرة. وما زال
الالاف غيرهم يتجهون إلى هناك رغم الانباء التي تتحدث عن ان اعداد قتلى
مواجهات الامس تعدّ بالمئات، والجرحى تجاوز عددهم بضعة الاف في دليل واضح
على القمع الدموي الذي يمارسه نظام "مبارك" للحفاظ على الحكم الذي بات لا
يحسد عليه. وتدور المواجهات في محيط وزارة الداخلية في القاهرة وتحدث انباء
صحافية عن سقوط ثمانية قتلى وعدد من الجرحى في اطلاق نار "عشوائي" في سجن
"ابو زعبل شديد الحراسة"، حيث يسجن المعتقلون السياسيون. وفي الاسكندرية
تؤكد الانباء ان 30 قتيلاً سقطوا في أحداث الامس . كما قتل ثلاثة أشخاص
بالرصاص خلال محاولة نحو ألف محتج اقتحام مبنى وزارة الداخلية في وسط
القاهرة.
وفي تطور لافت ادى مدير المخابرات المصرية عمر سليمان اليمين الدستورية
نائبا لرئيس الجمهورية في مصر وذلك حسب ما افادت به وكالة الشرق الاوسط.
ويأتي تعيين نائب الرئيس للمرة الأولى منذ 30 عاما، أي منذ تولي الرئيس
الحالي حسني مبارك منصب الرئيس. وهو ما اعتبره مراقبون تنازلا من النظام
الحالي عن فكرة التوريث. كما كلف مبارك الفريق احمد شفيق الذي كان يشغل
منصب وزير الطيران المدني الى اللحظة الاخيرة وقائد سابق للقوات الجوية،
كلفه بتشكيل الحكومة الجديدة. وكان الرئيس المصري حسني مبارك قد عقد في وقت
سابق اجتماعا مع عدد من الشخصيات في القصر الرئاسي بالقاهرة. وقد اعرب
مراقبون عن قلقهم من تعيين عمر سليمان نائبا للرئيس واشاروا الى انه في حال
استمرار المطالبة بابعاد مبارك عن الحكم سوف يتولى سليمان مهام الرئيس وقد
تعلن الاحكام العرفية في البلاد. ومباشرة بعد الاعلان عن تعيين سليمان
نائبا للرئيس ردد المتظاهرون شعارات تندد بتعيين سليمان في هذا المنصب.
كما اعلنت وزارة الخارجية الاسرائيلية في بيان لها ان أسر الدبلوماسيين
الاسرائيليين في مصر ونحو 40 اسرائيليا جرى اجلاؤهم من القاهرة على متن
طائرة خاصة يوم السبت. وأضاف البيان "هبطت طائرة أرسلتها وزارة الخارجية
قبل قليل في مطار بن غوريون حاملة أسر وأزواج وأطفال المبعوثين
الاسرائيليين الى مصر. وكان على متن الطائرة أيضا نحو 40 مواطنا اسرائيليا
يقيمون في القاهرة ولهم أعمال خاصة وأبدوا رغبتهم في العودة".
إلى ذلك، أكدت مصادر في الجالية المصرية في بريطانيا أن نجلي الرئيس، علاء
وجمال، قد غادرا مصر ووصلا مع عائلتيهما إلى لندن، فيما نفى التلفزيون
المصري هذه المعلومات.
"الشعب يريد اسقاط النظام"...ومبارك يريد الحكم ولو سقط كل الشعب
وقع التظاهرات ما زال هادراً، وازيز الرصاص الحي ما خفت في ارجاء محافظات
مصر. الشعب مل الذل وبدأ البحث عن كرامته وسط الهتافات والنار والدخان حيت
تفوح رائحة دماء سقطت لكي يسقط مبارك الذي بدا مؤخراً غير مبال بالحناجر،
والقبضات والنار حتى شبّهه البعض بمن يريد "حرق المدينة حتى لا تسقط" ولا
يسقط هنا..
عندما عاد جزء من خدمة الاتصالات إلى هواتف المصريين، تكشفت صور وجثث ودمار
لم تكن واضحة معالمها بالأمس. ظهر الرصاص المغطى بالدماء، وظهرت المشارح
مكتظة بساكنيها المؤقتين. وعلى الرغم من ذلك، لم يكن خطاب مبارك المتأخر في
الوقت والتوقيت وبعد يوم غضب دام، على مستوى آمال المصريين المحتجين،
فاستنكروا حتى نسوا كل مطالبهم الحياتية وتوحدوا على المطالبة برحيل الرجل.
مبارك أقال الحكومة، وكما أقالها يستطيع أن يعيّن غيرها، وبالنسبة
للمصريين، انتظار 30 سنة أخرى غير وارد الآن. ولا يبدو ان وعد مبارك بتشكيل
حكومة جديدة او دعوة الجيش الى الحفاظ على الامن وتنفيذ قرار حظر التجول
كان لهما أثر يذكر على المتظاهرين.
فبعد احتجابه عن الانظار ولزوم الصمت منذ بدء انطلاق التظاهرات الحاشدة
الثلاثاء في حركة احتجاج لم يسبق ان شهدتها البلاد في عهده ظهر "الرّيس"
منتصف ليل الجمعة السبت على شاشة التلفزيون. وفي حين كان المتظاهرون، وما
يزالون، يمزقون صوره في الشوارع ويطالبون برحيله، لم يقل مبارك شيئا عن
احتمال انسحابه من الساحة السياسية التي يهيمن عليها بقضبة من حديد منذ
1981. وفي هذا الظهور المتأخر وعد الرئيس باجراء اصلاحات ديموقراطية. وهو
ما داب عليه بانتظام منذ فترة طويلة ومل منه الشعب. وكذلك بتغيير حكومي.
ولم يقل شيئا عن نواياه في الترشح ام لا لولاية سادسة في الانتخابات
الرئاسية المقررة في ايلول/سبتمبر المقبل، ولم يفصح ايضا عن نوايا ابنه
جمال الذي تعرض مثله لهجوم وغضب المتظاهرين. ظهور مبارك وحديثه الليلي أجج
الغضب الجماهيري في شوارع القاهرة والاسكندرية والسويس من اقصى مصر الى
اقصاها واعطاه جرعة الاستمرار .
لسان حال المتظاهرين هو أن الإصلاح غير ممكن في مصر حالياً، بسبب الديون،
بسبب خط الفقر، بسبب قانون الطوارئ، وبسبب الفساد، ولأسباب كثيرة نادى بها
المصريون طيلة سنوات، ولكن...
الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي "فهم" ما يريده شعبه منه بعد عقود من الحكم، ولكنه تأخر، وغادر. فهل تأخر مبارك أيضاً؟
كان يوم مصر شديد الشبه بأمسها الذي امتد حتى الصباح. فبعدما اخذ الشعب
استراحة "محارب" قصيرة عاد الى الساحات ليملأها من جديد في مختلف محافظات
مصر وعلى وقع هتافات "الله اكبر" و"الشعب يريد اسقاط النظام" و"مبارك.
ارحل". فقد نزل المواطنون السبت بمئات الالاف الى الشارع لليوم الخامس على
التوالي في تظاهرات تحولت الى ثورة شعبية حقيقية تذكر بثورة الشعب التونسي
التي اطاحت ببن علي. في حين يقف الجيش المصري الذي دعي لنجدة نظام مبارك في
الخط الامامي في محاولة لاعادة الهدوء والوقوف بين المتظاهرين العزّل
والقوى الأمنية المسلّحة حقناً للدماء.
عشرات آلاف المتظاهرين تجمعوا في ميدان التحرير بوسط القاهرة. وما زال
الالاف غيرهم يتجهون إلى هناك رغم الانباء التي تتحدث عن ان اعداد قتلى
مواجهات الامس تعدّ بالمئات، والجرحى تجاوز عددهم بضعة الاف في دليل واضح
على القمع الدموي الذي يمارسه نظام "مبارك" للحفاظ على الحكم الذي بات لا
يحسد عليه. وتدور المواجهات في محيط وزارة الداخلية في القاهرة وتحدث انباء
صحافية عن سقوط ثمانية قتلى وعدد من الجرحى في اطلاق نار "عشوائي" في سجن
"ابو زعبل شديد الحراسة"، حيث يسجن المعتقلون السياسيون. وفي الاسكندرية
تؤكد الانباء ان 30 قتيلاً سقطوا في أحداث الامس . كما قتل ثلاثة أشخاص
بالرصاص خلال محاولة نحو ألف محتج اقتحام مبنى وزارة الداخلية في وسط
القاهرة.
وفي تطور لافت ادى مدير المخابرات المصرية عمر سليمان اليمين الدستورية
نائبا لرئيس الجمهورية في مصر وذلك حسب ما افادت به وكالة الشرق الاوسط.
ويأتي تعيين نائب الرئيس للمرة الأولى منذ 30 عاما، أي منذ تولي الرئيس
الحالي حسني مبارك منصب الرئيس. وهو ما اعتبره مراقبون تنازلا من النظام
الحالي عن فكرة التوريث. كما كلف مبارك الفريق احمد شفيق الذي كان يشغل
منصب وزير الطيران المدني الى اللحظة الاخيرة وقائد سابق للقوات الجوية،
كلفه بتشكيل الحكومة الجديدة. وكان الرئيس المصري حسني مبارك قد عقد في وقت
سابق اجتماعا مع عدد من الشخصيات في القصر الرئاسي بالقاهرة. وقد اعرب
مراقبون عن قلقهم من تعيين عمر سليمان نائبا للرئيس واشاروا الى انه في حال
استمرار المطالبة بابعاد مبارك عن الحكم سوف يتولى سليمان مهام الرئيس وقد
تعلن الاحكام العرفية في البلاد. ومباشرة بعد الاعلان عن تعيين سليمان
نائبا للرئيس ردد المتظاهرون شعارات تندد بتعيين سليمان في هذا المنصب.
كما اعلنت وزارة الخارجية الاسرائيلية في بيان لها ان أسر الدبلوماسيين
الاسرائيليين في مصر ونحو 40 اسرائيليا جرى اجلاؤهم من القاهرة على متن
طائرة خاصة يوم السبت. وأضاف البيان "هبطت طائرة أرسلتها وزارة الخارجية
قبل قليل في مطار بن غوريون حاملة أسر وأزواج وأطفال المبعوثين
الاسرائيليين الى مصر. وكان على متن الطائرة أيضا نحو 40 مواطنا اسرائيليا
يقيمون في القاهرة ولهم أعمال خاصة وأبدوا رغبتهم في العودة".
إلى ذلك، أكدت مصادر في الجالية المصرية في بريطانيا أن نجلي الرئيس، علاء
وجمال، قد غادرا مصر ووصلا مع عائلتيهما إلى لندن، فيما نفى التلفزيون
المصري هذه المعلومات.
"الشعب يريد اسقاط النظام"...ومبارك يريد الحكم ولو سقط كل الشعب
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى