التطاول على الحبيب صلى الله عليه وسلم
الأحد مايو 18, 2008 3:30 pm
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
جذور المشكلة:
التعدي على النبي -صلى الله عليه وسلم- ينبع من عبّاد الصليب، هم المستنقع الآسن الذي يغرف منه من يتطاولون، وعندهم النفق المظلم الذي يتآمر فيه الحاقدون على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
ما حدث هو أن النصارى أعادوا قراءة (التراث الإسلامي) -كما يسمونه- من جديد، وأعادوا صياغة المفاهيم الإسلامية، وكانوا جادين في هذا الأمر، فأخرجوا (دائرة المعارف الإسلامية) وهي عمل ضخم يعطي تصورًاً مغلوطًاً عن كثير من مفاهيم الإسلام بل كل مفاهيم الإسلام، وشخصياته، وأحداثه التاريخية، وخاصة في القرن الأول الهجري.
أو الأحداث التي ترتبط بالعقيدة الإسلامية (الفرق والمذاهب).
كان عملا جادًا دؤوبًا بدأ في نهايات القرن التاسع عشر الميلادي، ولا زال مستمرًاً إلى اليوم.
وتم تسريب هذه المفاهيم، أو بالأحرى تم تسريب فكرة إعادة قراءة السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي وأحكام الإسلام إلى نفر من (المسلمين) ذوي الخلفيات الفكرية الغربية، وبالفعل نشط قوم -جاهلون أو حاقدون أو باحثون عن ذواتهم- يقرءون التاريخ الإسلامي بمفاهيم ما ننكره فيها أكثر مما نعرفه، والشر إن خُلط بالخير وتعذر فصله هو شر جديد وقد يكون أشد كونه يلتبس على عامة المسلمين، فظهرت كتابات كثيرة تقرأ السيرة بمنظور جديد، أخفها يفسر النور الذي أضاء الدنيا على يد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام -رضوان الله عليهم- بأنه كان بعبقرية الرسول -صلى الله عليه وسلم- وعبقرية عمر وأبي بكر وعلي وخالد وغيرهم -رضي الله عن الجميع-، يسند النصر للأشخاص لا للمنهج، ولولا أن أضاء المنهج هذه الصدور ما فعلت شيئًا.
وهو فكر يعطي جملة مفادها، أن النصر كان بهؤلاء العباقرة، فابحثوا عن مثلهم. أو فامدحوهم هم .
وظهرت كتابات أخرى تعيد قراءة (التراث الإسلامي)، كانت أكثر جرأة على دين الله، من أمثال (نحو أفاق إسلامية أوسع) لأبكار السقاف، ثم كانت موجة من المنهزمين، الذين قرءوا الشريعة بعين الغرب. وهو أمر بيّن يعلمه الجميع.
ثم ظهرت موجة أشد وهي التي تضربنا الآن، كَتَبَ النصارى بأيديهم عن الوحي، وعن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقولون علمته خديجة، ويقولون ملكًا يطلب ملك أبيه، ويقولون حكايات يهود شربها جدّه عبد المطلب ثم سقاه إياها فنبت نبيًا. ويقولون كان تطورًا طبيعيًا للبيئة وقتها .
وهذا قول النصارى المارونيين، مشى بيننا على ظهر (خليل عبد الكريم) -هلك من سنوات قليلة- و (سيد القمني) -لا زال حيا- يتكلم. ثم عاد هذا الكلام ثانية على يد زكريا بطرس، يتلوه على الناس على أنه قول المسلمين!!
فكان آثار هذه الحملة التي اشتد سعيرها بدخول النصارى مع المنحرفين، مستخدمين كل الوسائل المتاحة من حوار تلفزيوني ومقال كتابي، وعرض سينمائي الخ أن:-
1- ثارت الجماهير، وتبلبل فكرها، وارتد نفر منهم. وهو أمر يسمع به الداني والقاصي.
2- نشط (القرآنيون) بدعوى الدفاع عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ينكرون السنة، ويتطاولون على البخاري ومسلم. ويقدمون أنفسهم على أنهم مدافعون عن الإسلام !!
3- تجرأ الملحدون على جناب النبي الكريم -صلى الله عليه وآله وسلم- حتى كتبت هذه المجرمة كتابها ونشرته بيننا، وهي آمنة مطمئنة من أن يراجعها أحد بلسانه أو بقلمه أو بيده.
4- ثارت بعض القضايا الفكرية على الساحة الدعوية، مثل (رضاع الكبير)، (مدة الحمل)، (حد الردة)، (الجهاد)، (أهل الذمة).
فهذه كلها مصدرها النصارى الذين يتطاولون على الحبيب -صلى الله عليه وسلم- وعلى الدين.
5- تم النبش على المنحرفين من تحت ركام الأيام، وإخراجهم للناس، فمن كان سيعرف (خليل عبد الكريم) أو (أبكار السقاف) أو غيرهم. و (دائرة المعارف الإسلامية)... الخ.
6- دخل أهل الفن والرقص، ومن لا نعرف له سندًا إلى أهل العلم، ولم نسمع منه متنًا صحيحًا -الدعاة الجدد- يتكلمون، ويجدون من يسمعهم ..
فهم الآن يجلسون على ضفة نهرنا الصافية، ويعكرون صفو مائنا بأحجارٍ يلقونها من الحين للحين، فصرنا وراء الحدث، ندفعه أو نحكيه ونحلله، وليت شعري متى نكون أمامه نقوده ونوجهه.
فرصة سانحة:
- يمسك الزمام الآن المتطرفون من النصارى والملحدين، من أمثال زكريا بطرس، وسيد القمني وهذه المرأة الوضيعة التي تجرأت على جناب الحبيب -صلى الله عليه وآله وسلم-.
وقد ساقوا قومهم إلى حتفهم، إذ أصبحت المواجهة الآن صريحة بين النصرانية وبين الإسلام، هم يدعون الناس للكفر لأن الإسلام لا يصلح أن يكون هو الدين، ويدعون الناس لرفض سنة الحبيب -صلى الله عليه وسلم- لأنه لم يكن على خلق عظيم -بزعمهم وهم كاذبون- ويدعون الناس إلى الكفر -أو الفسوق- كونه الصراط المستقيم، ومواجهة من هذا الشأن يمكن حسمها في أيام، لو أن من يدافع عن ديننا ممن يسمع له، وممن يعرفه الناس ويثقون فيه... أشير إلي من منَّ الله عليهم بالتحدث للناس في القنوات الفضائية، والكاسيت من شيوخنا حفظهم الله.
فشمروا واشتدوا فقد ألقت إليكم النصرانية بزمامها، وجاءت بكل عزيز عليها، ووالله ما هو إلا أن تدور رحاها ساعة حتى تكون العزة لله ورسوله وعباده المؤمنين. وهو عز الدنيا والآخرة .
أيها الكرام!
التاريخ أصم أو يكاد.. يرى الفعال، ولا يسمع الكلمات .
والتاريخ يختزل عُمْرَ أحدنا في مواقفه وأفعاله، خيرًا أو شرًا، ومن لا مواقف له لا تاريخ له.
والرُتَبْ في الإسلام بالأفعال لا بالأقوال: «ربح البيع أبا يحيى» «ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم» «نصرت الله ورسوله يا عمير» ...
والمقصود:
- المشكلة (التطاول على الرسول صلى الله عليه وسلم) عميقة، وما يحدث ثمرة لشجرة خبيثة زرعت من قرن أو يزيد من الزمن، ويجب قلعها من جذورها.
- القضية ليست شخصية تتعلق بشخص امرأة أو رجل، وإنما هو توجه عام، أو فكر عام تم بثه بين الناس ويظهر آثاره بين حين وحين على يد هذا أو هذه.
- القضية شرعية بالدرجة الأولى، ويمكن معالجتها بعيدًا عن الاحتكاك بالساسة، ومن يرهبون الناس حفاظًا على أمن دولتهم –زعموا-.
- الجماهير الآن فقدت الثقة في ساستها، وأفلس منظروا القومية والوطنية وغيرها، وزمامها خَلِيّ، شربت كل الكؤوس حتى ملّت، وأصبح الخطاب الديني هو المقبول عندها، فهي الآن تحت أرجلكم قد ضفرت شعرها، ولبست ما عندها، ومدت يدها، وبرقت عينها لهفا على ودّكم، فأنتم أنتم!!
ـ ويتبع هذا القولُ بأن (الدعاة الجدد) خطر، بشكل أو بآخر، فهم يدُ المنهزمين الآن لقطع الطريق على الجادين، أو لإدخال الأمة في طريق ملتوي، أو لفتح دوامات فكرية أقل نتائجها استقطاب الجهد وتفريق الصف.
والحمد لله أن كان عندنا (الجرح والتعديل).
ولا يخفى على حضراتكم أن الانحرافات العقدية ثبتت واستقرت في الأمة بأهل (الوسطية) وخاصة إذا كان معهم السلطان.
كان الإرجاء وكان أهل السنة في وجوههم، ثم جاء أهل الكلام كحل وسط بين هؤلاء وهؤلاء -هكذا قالوا- فقبلتهم الجماهير بعد أن كلَّت وملّت، أو قبلتهم باعتبار أن (الوسطية) مقبولة عند عامة المثقفين. وأدخلوا الأمة في تيه طويل حتى جاء شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من المجددين، والدعاة المودرن الآن يشكلون الوسطية بين السلفية الثائرة على عادات المجتمع الغربية الغريبة، وبين العلمانيين.
وأخرى:
النصارى -وهم سبب كل ما يحدث- لا يتحملون حديثًاً يتكلم عن ما في كتابهم من خرافات، وبذاءات، وأحكام كأن مشرعها صبي أو سفيه، وأراه دون ذلك.
أعرف أن حديثًا عن النصرانية لا نستطيع التحدث به في قنوات فضائية، خشية أن يقال (نثير الفتنة) ولكن يكفي أن يشار إلى طلبة العلم بأن تعلموا شيئًا عن النصرانية. أو أن يتحدث عن النصرانية في المواسم، أو شرائط الكاسيت من باب المقارنة، ولن يكونوا أجرأ منا، وقد رأينا من حالهم ونحن ننازلهم أن لا شيء يؤلمهم أكثر من التحدث عن الكتاب (المقدس)، وماذا قال عن أنبياء الله، وعن الله، وعن المرأة، وغير ذلك من أحاديث.
مقترحات عملية:
1- تقوم القنوات الفضائية ومواقع الإنترنت بعرض برامج فلاشية أو دروس صوتية أو حوارية أو غير ذلك عن المصادر الفاسدة التي يتكلم هؤلاء منها، كدائرة المعارف الإسلامية، وكتب خليل عبد الكريم، وسيد القمني، وأبكار السقاف، والعقاد، وغيرهم.
2- نقوم بعمل إضاءة على كتب التراث الإسلامي، وبث ثقافة عامة في علم الحديث وعلم التاريخ، كي يعرف الناس ما يأخذون وما يتركون، وتبرز الشخصيات الإسلامية كنموذج يحتذى به.
3- نقوم بعرض برنامج للرد على الشبهات المثارة حول الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم-، وتتناول شبهات النصارى صراحة، دون تسمية أشخاص، أو بتسميتهم إن كانت تطيق.
4- لي كتاب بعنوان (الكذاب اللئيم زكريا بطرس -دراسة بحثية تحليلية نقدية مختصرة لمصادره وأكاذيبه وبعض ما يخفيه من دينه)، وقد عرضته على نفر غير قليل من أهل العلم، ووافقوا عليه وزكوه، ومن ثم تمت طباعته ونفدت الطبعة الأولى في شهر أو أقل.
ولي بحث آخر أرد فيه على الكذاب اللئيم زكريا بطرس -مصدر كل شر الآن- كدت أنتهي منه، فمن يرى تزكيته أو طباعته، ولا أبحث عن ربح، فالحمد لله ميسور الحال.
5- رسم إستراتيجية عامة للدعوة، يكون محورها الأساسي الدفاع عن الدين ككل، والتصدي للأفكار والأشخاص الهدامة، يعلوها –الاستراتيجية- الانتصار للحبيب -صلى الله عليه وسلم-.
كتبت لأقول إن للمشكلة جذورًا عميقة، وشجرتها لا زالت تجد من يسقيها، ولا زالت تثمر، وأنها فرصة سانحة لتقديم مشروع دعوي تاريخي يتصدى لكل أعداء الأمة، وهي فرصة لتجميع الأمة تحت شعار نصرة الحبيب -صلى الله عليه وآله وسلم-.
فأن نجتمع على نصرة الحبيب -صلى الله عليه وسلم-، خير من أن نجتمع على الجاهل فريق يعذره وفريق لا يعذره، أو على المبدل والمنحي للشريعة نلحقه بالمرتدين أم بالفاسقين؟
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
جذور المشكلة:
التعدي على النبي -صلى الله عليه وسلم- ينبع من عبّاد الصليب، هم المستنقع الآسن الذي يغرف منه من يتطاولون، وعندهم النفق المظلم الذي يتآمر فيه الحاقدون على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
ما حدث هو أن النصارى أعادوا قراءة (التراث الإسلامي) -كما يسمونه- من جديد، وأعادوا صياغة المفاهيم الإسلامية، وكانوا جادين في هذا الأمر، فأخرجوا (دائرة المعارف الإسلامية) وهي عمل ضخم يعطي تصورًاً مغلوطًاً عن كثير من مفاهيم الإسلام بل كل مفاهيم الإسلام، وشخصياته، وأحداثه التاريخية، وخاصة في القرن الأول الهجري.
أو الأحداث التي ترتبط بالعقيدة الإسلامية (الفرق والمذاهب).
كان عملا جادًا دؤوبًا بدأ في نهايات القرن التاسع عشر الميلادي، ولا زال مستمرًاً إلى اليوم.
وتم تسريب هذه المفاهيم، أو بالأحرى تم تسريب فكرة إعادة قراءة السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي وأحكام الإسلام إلى نفر من (المسلمين) ذوي الخلفيات الفكرية الغربية، وبالفعل نشط قوم -جاهلون أو حاقدون أو باحثون عن ذواتهم- يقرءون التاريخ الإسلامي بمفاهيم ما ننكره فيها أكثر مما نعرفه، والشر إن خُلط بالخير وتعذر فصله هو شر جديد وقد يكون أشد كونه يلتبس على عامة المسلمين، فظهرت كتابات كثيرة تقرأ السيرة بمنظور جديد، أخفها يفسر النور الذي أضاء الدنيا على يد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام -رضوان الله عليهم- بأنه كان بعبقرية الرسول -صلى الله عليه وسلم- وعبقرية عمر وأبي بكر وعلي وخالد وغيرهم -رضي الله عن الجميع-، يسند النصر للأشخاص لا للمنهج، ولولا أن أضاء المنهج هذه الصدور ما فعلت شيئًا.
وهو فكر يعطي جملة مفادها، أن النصر كان بهؤلاء العباقرة، فابحثوا عن مثلهم. أو فامدحوهم هم .
وظهرت كتابات أخرى تعيد قراءة (التراث الإسلامي)، كانت أكثر جرأة على دين الله، من أمثال (نحو أفاق إسلامية أوسع) لأبكار السقاف، ثم كانت موجة من المنهزمين، الذين قرءوا الشريعة بعين الغرب. وهو أمر بيّن يعلمه الجميع.
ثم ظهرت موجة أشد وهي التي تضربنا الآن، كَتَبَ النصارى بأيديهم عن الوحي، وعن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقولون علمته خديجة، ويقولون ملكًا يطلب ملك أبيه، ويقولون حكايات يهود شربها جدّه عبد المطلب ثم سقاه إياها فنبت نبيًا. ويقولون كان تطورًا طبيعيًا للبيئة وقتها .
وهذا قول النصارى المارونيين، مشى بيننا على ظهر (خليل عبد الكريم) -هلك من سنوات قليلة- و (سيد القمني) -لا زال حيا- يتكلم. ثم عاد هذا الكلام ثانية على يد زكريا بطرس، يتلوه على الناس على أنه قول المسلمين!!
فكان آثار هذه الحملة التي اشتد سعيرها بدخول النصارى مع المنحرفين، مستخدمين كل الوسائل المتاحة من حوار تلفزيوني ومقال كتابي، وعرض سينمائي الخ أن:-
1- ثارت الجماهير، وتبلبل فكرها، وارتد نفر منهم. وهو أمر يسمع به الداني والقاصي.
2- نشط (القرآنيون) بدعوى الدفاع عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ينكرون السنة، ويتطاولون على البخاري ومسلم. ويقدمون أنفسهم على أنهم مدافعون عن الإسلام !!
3- تجرأ الملحدون على جناب النبي الكريم -صلى الله عليه وآله وسلم- حتى كتبت هذه المجرمة كتابها ونشرته بيننا، وهي آمنة مطمئنة من أن يراجعها أحد بلسانه أو بقلمه أو بيده.
4- ثارت بعض القضايا الفكرية على الساحة الدعوية، مثل (رضاع الكبير)، (مدة الحمل)، (حد الردة)، (الجهاد)، (أهل الذمة).
فهذه كلها مصدرها النصارى الذين يتطاولون على الحبيب -صلى الله عليه وسلم- وعلى الدين.
5- تم النبش على المنحرفين من تحت ركام الأيام، وإخراجهم للناس، فمن كان سيعرف (خليل عبد الكريم) أو (أبكار السقاف) أو غيرهم. و (دائرة المعارف الإسلامية)... الخ.
6- دخل أهل الفن والرقص، ومن لا نعرف له سندًا إلى أهل العلم، ولم نسمع منه متنًا صحيحًا -الدعاة الجدد- يتكلمون، ويجدون من يسمعهم ..
فهم الآن يجلسون على ضفة نهرنا الصافية، ويعكرون صفو مائنا بأحجارٍ يلقونها من الحين للحين، فصرنا وراء الحدث، ندفعه أو نحكيه ونحلله، وليت شعري متى نكون أمامه نقوده ونوجهه.
فرصة سانحة:
- يمسك الزمام الآن المتطرفون من النصارى والملحدين، من أمثال زكريا بطرس، وسيد القمني وهذه المرأة الوضيعة التي تجرأت على جناب الحبيب -صلى الله عليه وآله وسلم-.
وقد ساقوا قومهم إلى حتفهم، إذ أصبحت المواجهة الآن صريحة بين النصرانية وبين الإسلام، هم يدعون الناس للكفر لأن الإسلام لا يصلح أن يكون هو الدين، ويدعون الناس لرفض سنة الحبيب -صلى الله عليه وسلم- لأنه لم يكن على خلق عظيم -بزعمهم وهم كاذبون- ويدعون الناس إلى الكفر -أو الفسوق- كونه الصراط المستقيم، ومواجهة من هذا الشأن يمكن حسمها في أيام، لو أن من يدافع عن ديننا ممن يسمع له، وممن يعرفه الناس ويثقون فيه... أشير إلي من منَّ الله عليهم بالتحدث للناس في القنوات الفضائية، والكاسيت من شيوخنا حفظهم الله.
فشمروا واشتدوا فقد ألقت إليكم النصرانية بزمامها، وجاءت بكل عزيز عليها، ووالله ما هو إلا أن تدور رحاها ساعة حتى تكون العزة لله ورسوله وعباده المؤمنين. وهو عز الدنيا والآخرة .
أيها الكرام!
التاريخ أصم أو يكاد.. يرى الفعال، ولا يسمع الكلمات .
والتاريخ يختزل عُمْرَ أحدنا في مواقفه وأفعاله، خيرًا أو شرًا، ومن لا مواقف له لا تاريخ له.
والرُتَبْ في الإسلام بالأفعال لا بالأقوال: «ربح البيع أبا يحيى» «ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم» «نصرت الله ورسوله يا عمير» ...
والمقصود:
- المشكلة (التطاول على الرسول صلى الله عليه وسلم) عميقة، وما يحدث ثمرة لشجرة خبيثة زرعت من قرن أو يزيد من الزمن، ويجب قلعها من جذورها.
- القضية ليست شخصية تتعلق بشخص امرأة أو رجل، وإنما هو توجه عام، أو فكر عام تم بثه بين الناس ويظهر آثاره بين حين وحين على يد هذا أو هذه.
- القضية شرعية بالدرجة الأولى، ويمكن معالجتها بعيدًا عن الاحتكاك بالساسة، ومن يرهبون الناس حفاظًا على أمن دولتهم –زعموا-.
- الجماهير الآن فقدت الثقة في ساستها، وأفلس منظروا القومية والوطنية وغيرها، وزمامها خَلِيّ، شربت كل الكؤوس حتى ملّت، وأصبح الخطاب الديني هو المقبول عندها، فهي الآن تحت أرجلكم قد ضفرت شعرها، ولبست ما عندها، ومدت يدها، وبرقت عينها لهفا على ودّكم، فأنتم أنتم!!
ـ ويتبع هذا القولُ بأن (الدعاة الجدد) خطر، بشكل أو بآخر، فهم يدُ المنهزمين الآن لقطع الطريق على الجادين، أو لإدخال الأمة في طريق ملتوي، أو لفتح دوامات فكرية أقل نتائجها استقطاب الجهد وتفريق الصف.
والحمد لله أن كان عندنا (الجرح والتعديل).
ولا يخفى على حضراتكم أن الانحرافات العقدية ثبتت واستقرت في الأمة بأهل (الوسطية) وخاصة إذا كان معهم السلطان.
كان الإرجاء وكان أهل السنة في وجوههم، ثم جاء أهل الكلام كحل وسط بين هؤلاء وهؤلاء -هكذا قالوا- فقبلتهم الجماهير بعد أن كلَّت وملّت، أو قبلتهم باعتبار أن (الوسطية) مقبولة عند عامة المثقفين. وأدخلوا الأمة في تيه طويل حتى جاء شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من المجددين، والدعاة المودرن الآن يشكلون الوسطية بين السلفية الثائرة على عادات المجتمع الغربية الغريبة، وبين العلمانيين.
وأخرى:
النصارى -وهم سبب كل ما يحدث- لا يتحملون حديثًاً يتكلم عن ما في كتابهم من خرافات، وبذاءات، وأحكام كأن مشرعها صبي أو سفيه، وأراه دون ذلك.
أعرف أن حديثًا عن النصرانية لا نستطيع التحدث به في قنوات فضائية، خشية أن يقال (نثير الفتنة) ولكن يكفي أن يشار إلى طلبة العلم بأن تعلموا شيئًا عن النصرانية. أو أن يتحدث عن النصرانية في المواسم، أو شرائط الكاسيت من باب المقارنة، ولن يكونوا أجرأ منا، وقد رأينا من حالهم ونحن ننازلهم أن لا شيء يؤلمهم أكثر من التحدث عن الكتاب (المقدس)، وماذا قال عن أنبياء الله، وعن الله، وعن المرأة، وغير ذلك من أحاديث.
مقترحات عملية:
1- تقوم القنوات الفضائية ومواقع الإنترنت بعرض برامج فلاشية أو دروس صوتية أو حوارية أو غير ذلك عن المصادر الفاسدة التي يتكلم هؤلاء منها، كدائرة المعارف الإسلامية، وكتب خليل عبد الكريم، وسيد القمني، وأبكار السقاف، والعقاد، وغيرهم.
2- نقوم بعمل إضاءة على كتب التراث الإسلامي، وبث ثقافة عامة في علم الحديث وعلم التاريخ، كي يعرف الناس ما يأخذون وما يتركون، وتبرز الشخصيات الإسلامية كنموذج يحتذى به.
3- نقوم بعرض برنامج للرد على الشبهات المثارة حول الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم-، وتتناول شبهات النصارى صراحة، دون تسمية أشخاص، أو بتسميتهم إن كانت تطيق.
4- لي كتاب بعنوان (الكذاب اللئيم زكريا بطرس -دراسة بحثية تحليلية نقدية مختصرة لمصادره وأكاذيبه وبعض ما يخفيه من دينه)، وقد عرضته على نفر غير قليل من أهل العلم، ووافقوا عليه وزكوه، ومن ثم تمت طباعته ونفدت الطبعة الأولى في شهر أو أقل.
ولي بحث آخر أرد فيه على الكذاب اللئيم زكريا بطرس -مصدر كل شر الآن- كدت أنتهي منه، فمن يرى تزكيته أو طباعته، ولا أبحث عن ربح، فالحمد لله ميسور الحال.
5- رسم إستراتيجية عامة للدعوة، يكون محورها الأساسي الدفاع عن الدين ككل، والتصدي للأفكار والأشخاص الهدامة، يعلوها –الاستراتيجية- الانتصار للحبيب -صلى الله عليه وسلم-.
كتبت لأقول إن للمشكلة جذورًا عميقة، وشجرتها لا زالت تجد من يسقيها، ولا زالت تثمر، وأنها فرصة سانحة لتقديم مشروع دعوي تاريخي يتصدى لكل أعداء الأمة، وهي فرصة لتجميع الأمة تحت شعار نصرة الحبيب -صلى الله عليه وآله وسلم-.
فأن نجتمع على نصرة الحبيب -صلى الله عليه وسلم-، خير من أن نجتمع على الجاهل فريق يعذره وفريق لا يعذره، أو على المبدل والمنحي للشريعة نلحقه بالمرتدين أم بالفاسقين؟
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى