الألوان في القرآن
الأحد مايو 18, 2008 3:48 pm
لقد خلق الله تعالي كل ما فى الكون وسخره لخدمة الإنسان ولتحقيق راحته وهنائه ، وحرصت القدرة الإلهية على أن تكون المخلوقات جميلة مع كونها نافعة ، فيفيد الإنسان وينتفع ، وفى الوقت ذاته يسر بجمال الأشكال وتعدد الألوان …ذلك الجمال الرائع المنبث فى لوحه الكون .
وإذا غفلت عيوننا البشرية عن الالتفات إلى مشاهد الجمال ذكرنا القرآن الكريم بها .
ومن بين آيات الجمال التى يوقفنا القرآن عندها وأمامها كثيراً جمال الألوان .
الألوان ماثلة فى الجبال :-
إنك تجد الجبال ألواناً عدة ، وكان فى مقدرة الخالق سبحانه أن يجعلها لوناً واحداً[url=http://www.55a.net/firas/ar_photo/7/red_mountain4.jpg][url=http://www.55a.net/firas/ar_photo/7/red_mountain4.jpg][url=http://www.55a.net/firas/ar_photo/7/red_mountain4.jpg][url=http://www.55a.net/firas/ar_photo/7/red_mountain4.jpg][url=http://www.55a.net/firas/ar_photo/7/red_mountain4.jpg][url=http://www.55a.net/firas/ar_photo/7/red_mountain4.jpg][/url][/url][/url][/url][/url][/url] لكن السرور البشري يتحقق فى تعدد الألوان ، لذا وجدنا فى الجبال طرائق بيض وحمر وذات ألوان أخرى.
يقول الحق سبحانه وتعالى:
( ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود) سورة فاطر آية 27
وكلمــة الجــدد : تعني الطرائق ومفردها جدة .
أما الغرابيب السود : فهي الجبال السود الطوال
وعندما ندير أبصارنا من الجبال المتعددة الألوان إلى الجبل الأسود الغربيب أو منه إلى الجبال ذات الألوان المتعددة نستشعر تقابلاً فينبعث السرور كما فى استخدام المقابلة والطباق فى الشعر والأدب .
وهذه الآية تذكر اللون الأبيض واللون الأحمر ، أما بقية الألوان وما أكثرها وما أشد اختلافها وتعددها فيذكرها إيجازاً وتركيزاً قوله تعالي (مختلف ألوانها )
إن فى تعدد ألوان الأحجار وامتزاج أحدها بالآخر لجمالاً يبهر العين تماماً كما تبهرها ألوان الشعب المرجانية فى قاع البحر الأحمر …
والقرآن الكريم يذكر عبارة " مختلف ألونها " بعد قوله تعالي " بيض وحمر " وكان فى هذا إشارة إلى أن اللونين الأساسيين هما الأبيض والأحمر أما ما عداهما من ألوان مختلفة فهي مركبة من هذين اللونين .
oوفي الأنعــــــــام :
فمن تعدد جلود الأنعام يتحقق ذلك الجمال الذى أشارت إليه تلك الآية الكريمة .
[url=http://www.55a.net/firas/ar_photo/7/f%20sheeps.jpg][url=http://www.55a.net/firas/ar_photo/7/f%20sheeps.jpg][url=http://www.55a.net/firas/ar_photo/7/f%20sheeps.jpg][url=http://www.55a.net/firas/ar_photo/7/f%20sheeps.jpg][/url][/url][/url][/url] (ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون) سورة النحل آيه (6)
ونجد تعدد ألوان الأنعام فى قوله تعالي :-
(ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك) سورة فاطر آيه (28)
أي فيهم الأحمر والأبيض والأسود وغير ذلك وكل هذا - فيما يعبر الإمام القرطبي - دليل على صانع مختار .
وكلمة ( كذلك ) فى الآية السابقة لها دلالتها على تذكير الإنسان بأن تعدد الألوان وراد ليس فى الجبال فحسب ، وإنما فى الكائنات الحية المتميزة بالروح والإحساس ( الناس والدواب والأنعام )
وذكر " الأنعام " بعد " الدواب " من باب عطف الخاص على العام . وإقرار " الأنعام" لأهمية جمال ألوان الأنعام لنا لكونها أكثر من غيرها حضوراً بيننا ، فالأغنام مثلاً فى الحقول أما الثعالب والذئاب والأفيال ففي الغابات وربما تتعذر رؤيتها على كثيرين .
·اللون الأخضر ( لون النباتات والزروع ) :-
نشاهد فى حياتنا اليومية كثيراً من الألوان المختلفة ، لعل أكثرها انتشارا وأعظمها شأناً هو اللون الأخضر الذى يبعث فى نفس الإنسان كثيراً من البهجة والسرور وخصوصاً إذا كان هذا اللون يكسو الأرض فى مساحات شاسعة كما هي الحال فى الحدائق والبساتين و الحقول المترامية الأطراف أو فى الوديان التى تمتد عبر الصحراء حيث تكسوها الأعشاب والنباتات الخضراء بعد هطول الأمطار عليها وهو ما تشير إليه الآية الكريمة التالية :
ونقرأ قوله تعالي :
قيل الخضر ههنا : الزرع الأخضر ، وشجرة خضراء أى غضه ، وأرض خضرة ويخضور كثيرة الخضرة وخضر الزرع خضراً : نعم وأخضره الري.
oوأفضل الألوان كلها وأشرفها لون الخضرة وذلك لأمرين :
¨الأمـــر الأول :
هو أن الله سبحانه وتعالي وصف فى كتابه العزيز أهل جنته المخصوصين بتقريبه ومزيته بلباس الثياب الخضر . فقال تعالي فى وصفه (عليهم ثياب سندس خضر وإستبرق ) سورة الإنسان آيه (21)
وقال سبحانه فى موضع آخر (ويلبسون ثياباً خضراً من سندس وإستبرق) سورة الكهف ( 31)
فلو كان فى الألوان أفضل من الخضرة لوصفهم الله سبحانه بذلك .
¨الأمر الثاني :
ما فى لون الخضرة من تقوية للنظر والزيادة فى حاسة البصر ، وسبب ذلك فيما يقوله أهل الطب أن اللون الأخضر يجمع الروح الباصر جمعاً رفيقاً مستلذا غير عنيف وإن كان اللون الأسود يجمع الباصر أيضاً لكنه يجمعه بعنف واستكراه على ضد ما يجمعه اللون الأخضر .
[url=http://www.55a.net/firas/ar_photo/7/perennials.jpg][url=http://www.55a.net/firas/ar_photo/7/perennials.jpg][url=http://www.55a.net/firas/ar_photo/7/perennials.jpg][url=http://www.55a.net/firas/ar_photo/7/perennials.jpg][url=http://www.55a.net/firas/ar_photo/7/perennials.jpg][url=http://www.55a.net/firas/ar_photo/7/perennials.jpg][/url][/url][/url][/url][/url][/url]يقول صاحب الظلال –رحمه الله –فى تفسير هذه الآية فى الجزء الخامس ص 62252 –الطبعة الحادية عشرة لدار الشروق .
حدائق بهيجة ناضرة حية جميلة مفرحة ……ومنظر الحدائق يبعث فى القلب البهجة والنشاط والحيوية . وتأمل هذه البهجة والجمال الناضر والحى الذى يبعثها كفيل بإحياء القلوب ، وتدبر آثار الإبداع فى الحدائق كفيل بتمجيد الصانع الذى أبدع هذا الجمال العجيب .
وإن تلوين زهرة واحدة وتنسيقها ليعجز عنه أعظم رجال الفنون من البشر . وإن تموج الألوان وتداخل الخطوط وتنظيم الوريقات فى الزهرة الواحدة ليبدو معجزة تتقاصر دونها عبقرية الفن فى القديم والحديث فضلاً عن معجزة الحياة النامية فى الشجر وهى السر الأكبر الذى يعجز عن فهمه البشر .
oاللون الأصفر:
ورد فى القرآن الكريم السرور - سرور الإنسان - عقب ذكر اللون الأصفر الفاقع على جلد بقرة . قال تعالي :-
(قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين) سورة البقرة آيه (69).
قيل : (فاقع لونها ) شديد الصفرة تكاد من صفرتها تبيض [url=http://www.55a.net/firas/ar_photo/7/Clip_9.jpg][url=http://www.55a.net/firas/ar_photo/7/Clip_9.jpg][url=http://www.55a.net/firas/ar_photo/7/Clip_9.jpg][url=http://www.55a.net/firas/ar_photo/7/Clip_9.jpg][url=http://www.55a.net/firas/ar_photo/7/Clip_9.jpg][url=http://www.55a.net/firas/ar_photo/7/Clip_9.jpg][/url][/url][/url][/url][/url][/url]وقيل صافية اللون ، وهي تسر الناظرين لأنك إذا نظرت إلى جلدها تخيلت أن شعاع الشمس يخرج من جلدها .
وعن اللون الأصفر بصفة عامة وكونه باعثاً للسرور، قال إبن جرير عن ابن عباس : " من لبس نعلا صفراء لم يزل فى سرور ما دام لابسها "
ويرفض المفسرون أن يفهم قول القرآن ( فاقع لونها ) بمعني تسود من صفرتها ويجعلونه قولاً غريبا.
ويري القرطبي أنه لا يستعمل مجازاً إلا فى الإبل .
قال تعالي (كأنه جمالة صفر) سورة المرسلات آيه ( 33)
وذلك أن السود من الإبل سوادها صفرة ، ولو أراد سبحانه وتعالي السواد فى حديثة عن البقرة - لما أكده بالفقوع فالفقوع نعت أو صفة مختص بالصفرة ولا يوصف به السواد
لقد كان أسلافنا أهل ذوق رفيع ، فها هو الشيخ شرف الدين أبو نصر محمد بن أبي الفتوح البغدادي وشهرته ( ابن المرة ) فى كتابه ( مفرح النفس ) وفي باب جعل له عنواناً : فى اللذة المكتسبة للنفس عن طريق حاسة البصر يقول : ( النفس تبتهج بما كان من الأجسام له اللون الأحمر والأخضر والأصفر إما بسيطاً أو مركباً بعضها من بعض فنظر هذه يوجب راحة النفس ولذة القلب وسرور العقل ونشاط الذهن وتوفر القوي وانبساط الروح ……
وأنظر إلى حكمته - سبحانه - كيف جعل هذه الألوان الأربعة المذكورة - أعني الأصفر والأبيض والأحمر والأخضر فى أعظم الأجساد وأشرفها وأبهجها وأحسنها منظراً وهي الذهب الأصفر واللؤلؤ الأبيض والزمرد الأخضر والياقوت الأحمر ، ولم يجعل شيئاً من الأحجار أعز منها ولا أشرف ، وجعل غاية كل واحد منها أن يكون بهذا اللون المذكور (فتبارك الله أحسن الخالقين )
وإذا غفلت عيوننا البشرية عن الالتفات إلى مشاهد الجمال ذكرنا القرآن الكريم بها .
ومن بين آيات الجمال التى يوقفنا القرآن عندها وأمامها كثيراً جمال الألوان .
الألوان ماثلة فى الجبال :-
إنك تجد الجبال ألواناً عدة ، وكان فى مقدرة الخالق سبحانه أن يجعلها لوناً واحداً[url=http://www.55a.net/firas/ar_photo/7/red_mountain4.jpg][url=http://www.55a.net/firas/ar_photo/7/red_mountain4.jpg][url=http://www.55a.net/firas/ar_photo/7/red_mountain4.jpg][url=http://www.55a.net/firas/ar_photo/7/red_mountain4.jpg][url=http://www.55a.net/firas/ar_photo/7/red_mountain4.jpg][url=http://www.55a.net/firas/ar_photo/7/red_mountain4.jpg][/url][/url][/url][/url][/url][/url] لكن السرور البشري يتحقق فى تعدد الألوان ، لذا وجدنا فى الجبال طرائق بيض وحمر وذات ألوان أخرى.
يقول الحق سبحانه وتعالى:
( ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود) سورة فاطر آية 27
وكلمــة الجــدد : تعني الطرائق ومفردها جدة .
أما الغرابيب السود : فهي الجبال السود الطوال
وعندما ندير أبصارنا من الجبال المتعددة الألوان إلى الجبل الأسود الغربيب أو منه إلى الجبال ذات الألوان المتعددة نستشعر تقابلاً فينبعث السرور كما فى استخدام المقابلة والطباق فى الشعر والأدب .
وهذه الآية تذكر اللون الأبيض واللون الأحمر ، أما بقية الألوان وما أكثرها وما أشد اختلافها وتعددها فيذكرها إيجازاً وتركيزاً قوله تعالي (مختلف ألوانها )
إن فى تعدد ألوان الأحجار وامتزاج أحدها بالآخر لجمالاً يبهر العين تماماً كما تبهرها ألوان الشعب المرجانية فى قاع البحر الأحمر …
والقرآن الكريم يذكر عبارة " مختلف ألونها " بعد قوله تعالي " بيض وحمر " وكان فى هذا إشارة إلى أن اللونين الأساسيين هما الأبيض والأحمر أما ما عداهما من ألوان مختلفة فهي مركبة من هذين اللونين .
oوفي الأنعــــــــام :
فمن تعدد جلود الأنعام يتحقق ذلك الجمال الذى أشارت إليه تلك الآية الكريمة .
[url=http://www.55a.net/firas/ar_photo/7/f%20sheeps.jpg][url=http://www.55a.net/firas/ar_photo/7/f%20sheeps.jpg][url=http://www.55a.net/firas/ar_photo/7/f%20sheeps.jpg][url=http://www.55a.net/firas/ar_photo/7/f%20sheeps.jpg][/url][/url][/url][/url] (ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون) سورة النحل آيه (6)
ونجد تعدد ألوان الأنعام فى قوله تعالي :-
(ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك) سورة فاطر آيه (28)
أي فيهم الأحمر والأبيض والأسود وغير ذلك وكل هذا - فيما يعبر الإمام القرطبي - دليل على صانع مختار .
وكلمة ( كذلك ) فى الآية السابقة لها دلالتها على تذكير الإنسان بأن تعدد الألوان وراد ليس فى الجبال فحسب ، وإنما فى الكائنات الحية المتميزة بالروح والإحساس ( الناس والدواب والأنعام )
وذكر " الأنعام " بعد " الدواب " من باب عطف الخاص على العام . وإقرار " الأنعام" لأهمية جمال ألوان الأنعام لنا لكونها أكثر من غيرها حضوراً بيننا ، فالأغنام مثلاً فى الحقول أما الثعالب والذئاب والأفيال ففي الغابات وربما تتعذر رؤيتها على كثيرين .
·اللون الأخضر ( لون النباتات والزروع ) :-
نشاهد فى حياتنا اليومية كثيراً من الألوان المختلفة ، لعل أكثرها انتشارا وأعظمها شأناً هو اللون الأخضر الذى يبعث فى نفس الإنسان كثيراً من البهجة والسرور وخصوصاً إذا كان هذا اللون يكسو الأرض فى مساحات شاسعة كما هي الحال فى الحدائق والبساتين و الحقول المترامية الأطراف أو فى الوديان التى تمتد عبر الصحراء حيث تكسوها الأعشاب والنباتات الخضراء بعد هطول الأمطار عليها وهو ما تشير إليه الآية الكريمة التالية :
(ألم تر أن الله أنزل من السماء ماءً فتصبح الأرض مخضرة )
ونقرأ قوله تعالي :
(فأخرجنا منه خضراً نخرج منه حباً متراكباً) سورة الأنعام (99)
قيل الخضر ههنا : الزرع الأخضر ، وشجرة خضراء أى غضه ، وأرض خضرة ويخضور كثيرة الخضرة وخضر الزرع خضراً : نعم وأخضره الري.
oوأفضل الألوان كلها وأشرفها لون الخضرة وذلك لأمرين :
¨الأمـــر الأول :
هو أن الله سبحانه وتعالي وصف فى كتابه العزيز أهل جنته المخصوصين بتقريبه ومزيته بلباس الثياب الخضر . فقال تعالي فى وصفه (عليهم ثياب سندس خضر وإستبرق ) سورة الإنسان آيه (21)
وقال سبحانه فى موضع آخر (ويلبسون ثياباً خضراً من سندس وإستبرق) سورة الكهف ( 31)
فلو كان فى الألوان أفضل من الخضرة لوصفهم الله سبحانه بذلك .
¨الأمر الثاني :
ما فى لون الخضرة من تقوية للنظر والزيادة فى حاسة البصر ، وسبب ذلك فيما يقوله أهل الطب أن اللون الأخضر يجمع الروح الباصر جمعاً رفيقاً مستلذا غير عنيف وإن كان اللون الأسود يجمع الباصر أيضاً لكنه يجمعه بعنف واستكراه على ضد ما يجمعه اللون الأخضر .
يقول تعالى ( فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ) النمل آية ( 60 )
[url=http://www.55a.net/firas/ar_photo/7/perennials.jpg][url=http://www.55a.net/firas/ar_photo/7/perennials.jpg][url=http://www.55a.net/firas/ar_photo/7/perennials.jpg][url=http://www.55a.net/firas/ar_photo/7/perennials.jpg][url=http://www.55a.net/firas/ar_photo/7/perennials.jpg][url=http://www.55a.net/firas/ar_photo/7/perennials.jpg][/url][/url][/url][/url][/url][/url]يقول صاحب الظلال –رحمه الله –فى تفسير هذه الآية فى الجزء الخامس ص 62252 –الطبعة الحادية عشرة لدار الشروق .
حدائق بهيجة ناضرة حية جميلة مفرحة ……ومنظر الحدائق يبعث فى القلب البهجة والنشاط والحيوية . وتأمل هذه البهجة والجمال الناضر والحى الذى يبعثها كفيل بإحياء القلوب ، وتدبر آثار الإبداع فى الحدائق كفيل بتمجيد الصانع الذى أبدع هذا الجمال العجيب .
وإن تلوين زهرة واحدة وتنسيقها ليعجز عنه أعظم رجال الفنون من البشر . وإن تموج الألوان وتداخل الخطوط وتنظيم الوريقات فى الزهرة الواحدة ليبدو معجزة تتقاصر دونها عبقرية الفن فى القديم والحديث فضلاً عن معجزة الحياة النامية فى الشجر وهى السر الأكبر الذى يعجز عن فهمه البشر .
( فأخرجنا به ثمرات مختلفاً ألوانها ) سورة فاطر آيه ( 27)
oاللون الأصفر:
ورد فى القرآن الكريم السرور - سرور الإنسان - عقب ذكر اللون الأصفر الفاقع على جلد بقرة . قال تعالي :-
(قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين) سورة البقرة آيه (69).
قيل : (فاقع لونها ) شديد الصفرة تكاد من صفرتها تبيض [url=http://www.55a.net/firas/ar_photo/7/Clip_9.jpg][url=http://www.55a.net/firas/ar_photo/7/Clip_9.jpg][url=http://www.55a.net/firas/ar_photo/7/Clip_9.jpg][url=http://www.55a.net/firas/ar_photo/7/Clip_9.jpg][url=http://www.55a.net/firas/ar_photo/7/Clip_9.jpg][url=http://www.55a.net/firas/ar_photo/7/Clip_9.jpg][/url][/url][/url][/url][/url][/url]وقيل صافية اللون ، وهي تسر الناظرين لأنك إذا نظرت إلى جلدها تخيلت أن شعاع الشمس يخرج من جلدها .
وعن اللون الأصفر بصفة عامة وكونه باعثاً للسرور، قال إبن جرير عن ابن عباس : " من لبس نعلا صفراء لم يزل فى سرور ما دام لابسها "
ويرفض المفسرون أن يفهم قول القرآن ( فاقع لونها ) بمعني تسود من صفرتها ويجعلونه قولاً غريبا.
ويري القرطبي أنه لا يستعمل مجازاً إلا فى الإبل .
قال تعالي (كأنه جمالة صفر) سورة المرسلات آيه ( 33)
وذلك أن السود من الإبل سوادها صفرة ، ولو أراد سبحانه وتعالي السواد فى حديثة عن البقرة - لما أكده بالفقوع فالفقوع نعت أو صفة مختص بالصفرة ولا يوصف به السواد
لقد كان أسلافنا أهل ذوق رفيع ، فها هو الشيخ شرف الدين أبو نصر محمد بن أبي الفتوح البغدادي وشهرته ( ابن المرة ) فى كتابه ( مفرح النفس ) وفي باب جعل له عنواناً : فى اللذة المكتسبة للنفس عن طريق حاسة البصر يقول : ( النفس تبتهج بما كان من الأجسام له اللون الأحمر والأخضر والأصفر إما بسيطاً أو مركباً بعضها من بعض فنظر هذه يوجب راحة النفس ولذة القلب وسرور العقل ونشاط الذهن وتوفر القوي وانبساط الروح ……
وأنظر إلى حكمته - سبحانه - كيف جعل هذه الألوان الأربعة المذكورة - أعني الأصفر والأبيض والأحمر والأخضر فى أعظم الأجساد وأشرفها وأبهجها وأحسنها منظراً وهي الذهب الأصفر واللؤلؤ الأبيض والزمرد الأخضر والياقوت الأحمر ، ولم يجعل شيئاً من الأحجار أعز منها ولا أشرف ، وجعل غاية كل واحد منها أن يكون بهذا اللون المذكور (فتبارك الله أحسن الخالقين )
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى