رحيل مبارك سينهي نظاما بأكمله
الإثنين فبراير 07, 2011 12:23 pm
أركان النظام بدؤوا بالرحيل
يتشبث الرئيس المصري حسني مبارك بالبقاء في السلطة رغم دخول الثورة الشعبية يومها الثاني عشر، ورغم أن المحتجين خرجوا أمس بمئات الآلاف في القاهرة وعدد من المدن المصرية الكبرى للمطالبة برحيله الفوري ورفض ما قدمه من تنازلات.
ويستغرب البعض هذا الإصرار على البقاء رغم الرفض الشعبي، ويظنون أنه عناد شخصي من الرئيس الذي ظل يتربع على السلطة طوال الثلاثين عاما الماضية، وهو أمر قد يكون حقيقيا، لكن الحقيقة كذلك أن الدائرة التي تقاتل من أجل بقاء مبارك تمتد لتشمل معه عددا كبيرا من المحيطين به والمستفيدين من حكمه.
الحقيقة أيضا أن كثيرا من المصريين باتوا يخشون رحيل مبارك رغم رفضهم لحكمه وتضررهم منه، خصوصا مع تركيز الإعلام المحلي على ما يمكن أن يتولد من فراغ ولو لفترة قبل أن تستقر الأمور من جديد.
فككل الأنظمة الشمولية، عندما يرحل الرئيس أو بالأحرى يضطر للرحيل، فلن يفعل ذلك وحده، وإنما سيتبعه -وربما يسبقه- الكثير من الموالين والمنتفعين سواء كانوا أفرادا أو أحزابا وكيانات وجماعات مصالح.
مواطنة مصرية جاءت بابنها تعتذر عن تأخرها في اللحاق بالثوار
مستفيدون
ويأتي في مقدمة هؤلاء، جمال مبارك نجل الرئيس ولعله قد رحل بالفعل ولو بشكل رمزي ومعنوي، حيث خرج عمر سليمان نائب الرئيس ليؤكد أن مبارك الابن والأب لن يترشحا في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهو ما كان إحدى الثمار الأولى للثورة الشعبية التي أوشكت على الوصول إلى كامل مبتغاها.
رجال الأعمال الذين ارتبطوا بنظام مبارك وارتبط بعضهم خصوصا بنجله جمال هم أيضا في مقدمة الراحلين عن دائرة السلطة، وسبقهم في ذلك بالفعل أحمد عز الذي بزغ نجمه كثيرا في السنوات الماضية وأصبح الرجل الأقوى في الحزب الحاكم مع جمال مبارك قبل أن تطيح به الثورة الشعبية من منصبه ويصدر قرار بالتحفظ عليه وعلى أمواله وسط توقعات بأن تكون الخطوة المقبلة هي تحويله للمحاكمة على الكثير من تهم الفساد السياسي والاقتصادي التي ارتبطت به.
وبعيدا عن الأفراد فإن الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم يعد أبرز الكيانات التي سترحل فور رحيل الرئيس المصري، حيث ارتبط الحزب بالرئيس واستمد قوته من السلطة، كما استفاد من انتخابات هزلية جعلته دائما في المركز الأول تاركا الفتات للمعارضة والمستقلين، ثم جاء أحمد عز مهندس الانتخابات الأخيرة ليضن على المعارضة حتى بالفتات ما ساعد في تفجير الثورة.
ارتباط
لكن المثير أن الحزب الحاكم لن يكون وحده المتضرر من رحيل النظام، فالحياة الحزبية في مصر تشهد خليطا غريبا من الأحزاب التي تبدو وكأنها أحزاب معارضة، لكنها في واقع الأمر مرتبطة بالحزب الحاكم، فضلا عن عدم امتلاكها أي قاعدة شعبية لدرجة أن هناك العديد من الأحزاب لا يسمع أحد حتى باسمها باستثناء مناسبات معينة عندما يرغب الحزب الحاكم في ظهورها على الساحة.
وربما تشمل الدائرة أيضا العديد من الإعلاميين الذين روجوا دائما للنظام وسعوا لتحسين صورته وإخفاء عيوبه، وإن كان الكثيرون من هؤلاء بدؤوا مبكرا الاستعداد للقفز من السفينة قبل غرقها، حيث تلحظ في أحاديثهم وكتاباتهم نوعا من اللعب على الحبال أملا في البقاء ضمن حظوة النظام في حال بقائه والتمهيد للادعاء بأنه كان من المعارضين لهذا النظام ولكن بعد رحيله.
المنتمون للنظام والمنتفعون به يخوضون إذن معركتهم الأخيرة، وهي معركة ضارية لا شك بالنظر إلى ما تمتعوا به من امتيازات في ظل هذا النظام وكذلك إلى ما ينتظرهم من مصير بعد اكتمال سقوطه.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى