مبارك يرفض التنحي والجيش يصدر لاحقا البيان رقم اثنين والبرادعى يحذر من انفجار و"واشنطن" : تطالب القاهرة بطريق واضح لنقل السلطة وإسرائيل تحذر من سيطرة الإخوان المسلمون على الحكم
الجمعة فبراير 11, 2011 8:45 am
الملايين توافدوا أملاً أن يتنحى مبارك ولكنه خذلهم
دخلت الأزمة في مصر منعطفا جديدا بعد إعلان الرئيس المصري حسني مبارك عدم استعداده للرضوخ لدعوات المطالبة بتنحيه عن منصبه.
وقد ذكرت وكالة انباء الشرق الأوسط المصرية أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة عقد اجتماعا الجمعة برئاسة وزير الدفاع المشير محمد حسين طنطاوي وسيصدر لاحقا البيان رقم 2 بشأن تطورات الأوضاع.
وكان المجلس قد أصدر البيان أمس رقم واحد قال فيه ان المجلس بات "في حال انعقاد دائم لبحث ما يمكن اتخاذه من اجراءات وتدابير للحفاظ على الوطن ومكتسبات شعب مصر".
وقال مبارك في خطاب بثه التلفزيون المصري أمس الخميس إنه سيبقى في منصبه حتى يتم إختيار خلف له في شهر سبتمبر/ أيلول المقبل.
وأضاف أنه فوض نائبه عمر سليمان تولي إختصاصاته بمقتضى الدستور وأنه سيستجيب لمطالب الشعب المصري، وسيعمل على نقل السلطة بالسبل الديمقراطية بعد انتهاء ولايته في شهر سبتمبر/أيلول المقبل.
كما أعرب الرئيس مبارك عن أسفه العميق لأرواح الشباب التي ُأزهقت في الأحداث الأخيرة، مؤكدا أنه أمر بالتحقيق فيها ومحاسبة المسؤولين عنها.
وأضاف أنه سيلغي قانون الطواريء فور استعادة النظام في البلاد. وأكد الرئيس أنه لم يسع يوما ما من أجل سلطة أو منصب وأنه يرفض الاستجابة لأي ضغوط أجنبية.
وكانت التكهنات التي تداولتها وسائل الاعلام قبيل إلقاء الخطاب تفيد بان الرئيس المصري سيعلن تنحيه عن السلطة ونقل سلطاته بالكامل الى نائبه عمر سليمان.
وقال مبارك مخاطبا الشعب المصري "استجابتي لصوتكم ومطالبكم لا رجعة فيه وعازم على الوفاء على ما تعهدت به".
واوضح "بدأنا حوارا وطنيا بناء يضم كافة القوى السياسية والحوار اسفر عن توافق مبدئي في المواقف ويتعين مواصلته للوصول الى خريطة طريق واضحة بجدول زمني".
واضاف اصدرت تعليماتي بسرعة للانتهاء من التحقيقات في احداث الاسبوع الماضي واتخاذ الاجراءات القانونية الرادعة.
كما أعلن عن تعديل خمس مواد دستورية والغاء سادسة وقال ان التعديلات تستهدف تسهيل شروط الترشيح لرئاسة الجمهورية وتداول السلطة.واكمل ان التعديلات تؤكد اختصاص القضاء وحده في الاشراف على الانتخابات والفصل في اي خلافات.
واختتم مبارك خطابه مؤكدا انه يريد "ان "يوارى الثرى" على ارض مصر نافيا بذلك اي نية له لمغادرة البلاد.
وتقضي المادة 82 من الدستور المصري بأنه يحق لرئيس الجمهورية، اذا ما حال حائل مؤقت دون ممارسته لمهامه، احالة صلاحياته الى نائبه باستثناء حق تعديل الدستور وحل مجلسي الشعب والشورى واقالة الحكومة.
كلمة سليمان
و بعد كلمة مبارك ، ألقى نائبه المخول من الآن باختصاصات رئيس الجمهورية عمر سليمان كلمة أكد فيها أنه ملتزم بالعمل على الانتقال السلمي للسطة وتحقيق مطالب الشعب من خلال الحوار الواعي المستنير.
وقال سليمان إن ما أعلنه الرئيس يؤكد حسه الوطنى ، وأنه يضع المصالح العليا للبلاد فوق كل اعتبار.
ودعا الشعب المصري إلى التصرف بوعي ومسؤولية مؤكدا أن ثورة 25 يناير قد نجحت في تحقيق أهدافها.
ووصف ما أعلنه الرئيس مبارك بأنه "يؤكد حسه الوطنى وانه وضع المصالح العليا لبلاد فوق كل اعتبار".
واوضح ان التظاهرات نجحت في احداث تغيير هام باتجاه الديمقراطية وبدأ التغيير.
واضاف "فتحنا باب الحوار ووضعت خارطة طريق لتلبية المطالب ولازال الباب مفتوحا".
وأكد التزامه بـ"الحفاظ على ثورة الشباب ومكتسباتها مع احترام الدستور". مضيفا "بعد تفويض الرئيس لى، أطلب من الجميع بالنظر للمستقبل ليجعلوه مشرقا".
ووجه خطابه الى الشباب قائلا "ياشباب مصر عودوا الى دياركم واعمالكم ولا تنصتوا لمحاولات اشعال الفتن والاذاعات والفضائيات التي تسعى لاضعاف مصر".
غضب المتظاهرين
هذا وقد أثار خطاب الرئيس المصري غضب الجماهير المحتشدة في ميدان التحرير في وسط القاهرة وألقى بعض المتظاهرين بالأحذية على الشاشة التي كانت تنقل الخطاب، و طالب آخرون الجيش بالانضمام اليهم في احتجاجاتهم.
وبدأ مئات المحتجين منذ الليلة الماضية اعتصاما قرب قصر الرئاسة في العروبة بمصر الجديدة.
وقال إبراهيم محمد وهو احد المتظاهرين المعتصمين بميدان التحرير إنه يجري الإعداد لمسيرة "مليونية" باتجاه قصر الرئاسة.
وقال مراسلنا عمرو جميل إن المتظاهرين يعتزمون تنظيم مظاهرات حاشدة أخرى في عدة اماكن ومحاور رئيسية في العاصمة المصرية وليس ميدان التحرير فقط.فيما اتجهت تظاهرة أخرى إلى مبنى التلفزيون المصري.
أما في مدينة الإسكندرية ، فقد خرجت مظاهرات في شوارع المدينة فور انتهاء الرئيس من خطابه وأعرب عدد من المتظاهرين عن خيبة املهم وحملوا الرئيس مبارك مسؤولية تصاعد الموقف.
تحذير البرادعي
من جهته حذر المعارض المصري محمد البرادعي على موقع تويتر من "انفجار" الوضع في مصر داعيا الجيش الى التدخل "لانقاذ البلاد"، وكان البرادعي اقترح تشكيل مجلس ثلاثي وحكومة وحدة وطنية خلفا لنظام الرئيس مبارك.
وفي مقابلة مع صحيفة "فورين بوليسي" الاميركية اعتبر البرادعي ان المرحلة الانتقالية التي كلف بها نائب الرئيس عمر سليمان لن تحمل الديمقراطية للبلاد الا "اذا واصلنا الضغط عليهم".
هجوم في رفح
وفي ردود الأفعال الفورية أيضا على كلمتي مبارك وسليمان ، وقع هجوم بصواريخ آر بي جي وأسلحة آلية على قطاع الأمن المركزي في مدينة رفح من عناصر مسلحة غير معروفة ، ولا تزال الاشتباكات مستمرة حتى الآن.
واشنطن
طالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الحكومة المصرية بإحداث تغيير ذي مصداقية وملموس ودائم.
وشدد أوباما في بيان صدر عنه عقب خطاب الرئيس المصري أنه يتوجب على القاهرة سلوك طريق واضح للديمقراطية.
وقال البيان إن السير قدما يعني أن الحقوق العالمية للشعب المصري يجب أن تحترم. وأنه من المفروض على الحكومة ألا تجيب على تطلعات الشعب بالقمع أو بوحشية، و"يجب الاستماع إلى صوت الشعب المصري" كما قال أوباما.
وصدر البيان عقب اجتماع اوباما مع فريقه للامن القومي فور عودته الى البيت الابيض من ميشيغن، مع تصاعد التوتر بسبب الخطاب الذي القاه الرئيس المصري حسني مبارك وقال فيه إنه لن يتنحى بل سينقل صلاحياته الى نائبه عمر سليمان.
وقال أوباما في بيانه إن الشعب المصري أبلغ انه سيجري نقل السلطة، ولكن ليس واضحا ان كان النقل سيجري بشكل فوري، وإن كانت الخطوات التي ستتخذ ستكون كافية وذات جدوى.
وأضاف البيان أن الكثير من المصريين غير مقتنعين بأن الحكومة جادة في الانتقال الى الديمقراطية، ومن واجب الحكومة أن تتحدث بوضوح الى شعبها والعالم.
وطالب البيان الحكومة المصرية بأن تتخذ خطوات ملموسة وذات مصداقية باتجاه الديمقراطية.
وقال أوباما في البيان: قلنا منذ البداية إن الشعب سيقرر مصيره بنفسه، ولكن الولايات المتحدة كانت واضحة بخصوص مجموعة من المبادئ الواضحة التي تلتزمها.
ومن المبادئ التي عددها البيان حق الشعب المصري في تحقيق آماله.
وطالب البيان بإلغاء قانون الطوارئ وبإجراء محادثات مع المعارضة بفئاتها العريضة، وبالتحضير بشكل مشترك لإجراء انتخابات حرة ونزيهة.
كما طالب الحكومة المصرية بتوضيح التغييرات التي أجرتها وإيضاح الطريق الذي ستنتهجه نحو الديمقراطية.
ودعا الرئيس الأمريكي الحكومة المصرية إلى عدم العودة مرة أخرى إلى أساليب "القمع والوحشية".
وقال أوباما : شاهدنا الشباب والشيوخ والأغنياء والفقراء والمسلمين والمسيحيين يقفون صفا واحدا ويكسبون احترام العالم بانتهاجهم أساليب سلمية في الاحتجاج.
وقد تابع أوباما خطاب الرئيس المصري حسني مبارك على متن الطائرة أثناء عودته من ميتشغان الى واشنطن.
وزاد خطاب مبارك من حدة الأزمة التي يواجهها أوباما في سياسته الخارجية.وكانت واشنطن قد دعت في وقت سابق الى نقل سلس وسلمي للسلطة في مصر، تمهيدا لاجراء انتخابات حرة.
وأدان السناتور الأمريكي جون ماكين ما وصفه "رفض مبارك المزعج" للتنحي الفوري، وحثه على الاستجابة لمطالب شعبه.
وحث الرئيس المصري على "أن يبدأ الاستماع الى مطالب شعبه وأن يثق به"، حيث ان الأصوات التي تنادي بتنخي مبارك موحدة وعالية، حسب قوله.
وقال ماكين "أنا أدعم بشكل كامل مطالب الشعب المصري وآماله السلمية، ويساورني القلق أنه مع كل يوم لا يتسجاب لهذه المطالب يزيد احتمال التوجه الى التطرف".
أوروبا
وفي باريس قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الخميس إنه يأمل أن تتجه مصر نحو الديمقراطية لا نحو ديكتاتورية جديدة.
وأضاف تعليقا على إعلان الرئيس المصري نقل سلطاته الى نائبه عمر سليمان "ان ذلك كان لا بد منه".
وقال "آمل من كل قلبي أن أن تتخذ القيادة المصرية خطوات تؤدي الى الديمقراطية لا الى ديكتاتورية دينية".
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان "الان هو وقت التغيير في مصر", تعليقا على خطاب الرئيس المصري حسني مبارك الذي قال فيه انه باق في السلطة.
وقالت اشتون ان "الرئيس مبارك لم يفتح الطريق بعد امام اصلاحات سريعة وعميقة" وذلك بعد ان رفض مبارك الاستقالة من منصبه.
واضافت في بيان "سوف نعير اهتماما خاصا لرد الشعب المصري خلال الساعات والايام المقبلة".
واوضحت أنها سوف تبقى على اتصال مع السلطات المصرية للتشديد على ضرورة حصول مرحلة انتقالية ديموقراطية منظمة هادفة ودائمة".
واعرب وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي عن خيبة امله الخميس بعد الخطاب الذي القاه مبارك الذي لم يكن، كما قال، "الخطوة المنتظرة نحو المستقبل".
وعبر عن خشيته من ان لا يساهم هذا الخطاب في تهدئة الوضع في مصر.وكان فسترفيلي يتحدث في مقر البعثة الالمانية في الامم المتحدة في نيويورك.
واضاف ان "قلق الاسرة الدولية هو بالاحرى اكبر بعد الخطاب عما كان عليه قبله".
ودعا وزير الخارجية الالماني المتظاهرين الى التخلي عن العنف. وقال "نراهن على
تغيير سلمي" مضيفا انه يحق لهؤلاء المتظاهرين تحقيق تطلعاتهم "من اجل الحرية والديموقراطية والمستقبل والتغيير".
وسوف يشارك فسترفيلي في مناقشات مجلس الامن الدولي الجمعة في نيويورك كون بلاده عضوا غير دائم في المجلس اعتبارا من هذا العام ولمدة سنتين.
إسرائيل
من جهته حذر وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك من سيطرة جماعة الاخوان المسلمين على الحكم في مصر.
واضاف انه يتفهم مخاوف مبارك من "سيطرة المتطرفين على الحكم في البلاد اذا تنحى او ان سمح باجراء انتخابات في وقت قريب".
لكنه أضاف أن "من حق المصريين أن يجدوا طريقهم وأن يحققوا ما يطمحون إليه وفقا لدستورهم".
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى