- هيثم الساعىعضو نشيط
- عدد الرسائل : 68
العمر : 50
الجنس :
الدوله :
العمل :
المزاج :
الهوايه :
عدد النقاط : 16949
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 03/07/2009
شرح اسماء الله الحسنى الجزء السابع والاخير
الخميس يوليو 23, 2009 5:45 pm
أولاً : قال الله تعالى : )ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ، وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون(
فاخبر سبحانه وتعالى عن نفسه بأنه اختص بالأسماء الحسنى المتضمنة لكمال صفاته ، ولعظمته وجلاله وأمر عباده أن يدعوه بها تسمية له بما سمى به نفسه ، وأن يدعوه بها تضرعاً وخفية في السراء والضراء ونهاهم عن الإلحاد فيها بجحدها أو إنكار معانيها أو بتسميته بما لم يسم به نفسه أو بتسمية غيره بما وتوعد من خالف ذلك بسوء العذاب . وقد سمى الله نفسه بأسماء في محكم كتابه ، وفيه أوحاه إلى رسوله صلى الله عليه وسلم من السنة الثابتة وليس من بينها اسم الفضيل وليس لأحد أن يساله بذلك لأن أسماءه تعالى توقيفية فإنه سبحانه هو أعلم بما يليق بجلاله وغيره قاصر عن ذلك فمن سماه بغير ما سمى به نفسه أو سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم فقد ألحد في أسمائه وانحرف عنه سواء السبيل وليس لأحد من خلقه أن يُعبد أحداً لغيره من عباده فلا تجوز التسمية بعبد الفضيل ، أو عبد النبي ، أو عبد الرسول ، أو عبد علي ، أو عبد الحسين ، أو عبد الزهراء ، أو غلام أحمد أو غلام مصطفى ، أو نحو ذلك من الأسماء التي فيها تعبيد مخلوق لمخلوق لما في ذلك من الغلو في الصالحين والوجهاء والتطاول على حق الله ولأنه ذريعة إلى الشرك والطغيان وقد حكى ابن حزم إجماع العلماء على تحريم التعبيد لغير الله وعلى هذا يجب أن يغير ما ذكر في السؤال من الأسماء وما شابهها .
ثانياً : ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة) رواه البخاري ومسلم .
وروى هذا الحديث الترمزي وابن ماجة وابن حبان والحاكم البيهقي وغيرهم وزادوا فيه تعيين الأسماء التسعة والتسعين مع اختلاف في تعيينها وللعلماء في ذلك مباحث :
أ- منها – أن المراد بإحصائها معرفتها وفهم معانيها والإيمان بها والثقة بمقتضاها والاستسلام لما دلت عليه وليس المراد مجرد حفظ ألفاظها وسردها عداً .
ب- ومنها المعول عليه عند العلماء أن تعيين التسعة والتسعين اسما مدرجاً في الحديث استخلصه بعض العلماء من القرآن فقط أو من القرآن والأحاديث الصحيحة وجعلوها بعد الحديث كتفسير له وتفصيل للعدد المجمل فيه وعملا بترغيب النبي صلى الله عليه وسلم في إحصائها رجاء الفوز بدخول الجنة .
ج- ومنها أنه ليس المقصود من الحديث حصر أسماء الله في تسعة وتسعين أسماء – لأن صيغته ليست من صيغ الحصر وإنما المقصود الأخبار عن خاصة من خواص تسعة وتسعين اسما من أسمائه تعالى وبيان عظم جزاء إحصائها ويؤيده ما رواه الإمام أحمد في مسنده عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((ما أصاب أحداً قط هم ولا حزن فقال اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض فيَّ حكمك عدل فيَّ قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحا)) .
فبين النبي صلى الله عليه وسلم أنه استأثر بعلم بعض أسمائه فلم يطلع عليها أحداً من خلقه فكانت من الغيبيات التي لا يجوز لأحد أن يخوض فيها بحرص وتخمين لأن أسماءه تعالى توقيفية كما سيجيء إن شاء الله .
د- ومنها أسماء الله توقيفية فلا يسمى سبحانه إلا بما سمى به نفسه أو سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يجوز أن يسمى باسم عن طريق القياس أو الاشتقاق من فعل ونحوه خلافاً للمعتزلة والكرامية فلا يجوز تسميته بناءً ولا ماكراً ولا مستهزئاً أخذاً من قوله تعالى : )والسماء بنيناها بأيد( وقوله : )ومكروا ومكر الله( )الله يستهزئ بهم( ولا يجوز تسميته زارعاً ، ولا ماهداً ولا فالقاً ، ولا منشئا ، ولا قابلاً ، ولا شديداً ، ونحو ذلك آخذاً من قوله تعالى : )ءأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون ( وقوله : )فنعم الماهدون( وقوله )ءأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون( وقوله تعالى : )فالق الحب والنوى( وقوله )قابل التوبة شديد العقاب( لأنها لم تستعمل في هذه النصوص إلا مضافة وفي أخبار على غير طريق التسمي لا مطلقة فلا يجوز استعمالها إلا على الصفة التي وردت عليها في النصوص الشرعية .
فيجب إلا يعبَّد في التسمية إلا لاسم من الأسماء التي سمى الله بها نفسه صريحاً في القرآن أو سماه بها رسوله صلى الله عليه وسلم فيما ثبت عنه من الأحاديث كأسمائه التي في آخر سورة الحشر ، والمذكورة أول سورة الحديد ، والمنشورة في سورة أخرى من القرآن . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عبد العزيز بن عبد بن باز الرئيـس
عبد الرازق عفيفي نائب رئيس اللجنة
عبد الله بن غديان عضـو
عبد الله بن قعود عضو
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه نبينا وإمامنا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين . ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
فاخبر سبحانه وتعالى عن نفسه بأنه اختص بالأسماء الحسنى المتضمنة لكمال صفاته ، ولعظمته وجلاله وأمر عباده أن يدعوه بها تسمية له بما سمى به نفسه ، وأن يدعوه بها تضرعاً وخفية في السراء والضراء ونهاهم عن الإلحاد فيها بجحدها أو إنكار معانيها أو بتسميته بما لم يسم به نفسه أو بتسمية غيره بما وتوعد من خالف ذلك بسوء العذاب . وقد سمى الله نفسه بأسماء في محكم كتابه ، وفيه أوحاه إلى رسوله صلى الله عليه وسلم من السنة الثابتة وليس من بينها اسم الفضيل وليس لأحد أن يساله بذلك لأن أسماءه تعالى توقيفية فإنه سبحانه هو أعلم بما يليق بجلاله وغيره قاصر عن ذلك فمن سماه بغير ما سمى به نفسه أو سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم فقد ألحد في أسمائه وانحرف عنه سواء السبيل وليس لأحد من خلقه أن يُعبد أحداً لغيره من عباده فلا تجوز التسمية بعبد الفضيل ، أو عبد النبي ، أو عبد الرسول ، أو عبد علي ، أو عبد الحسين ، أو عبد الزهراء ، أو غلام أحمد أو غلام مصطفى ، أو نحو ذلك من الأسماء التي فيها تعبيد مخلوق لمخلوق لما في ذلك من الغلو في الصالحين والوجهاء والتطاول على حق الله ولأنه ذريعة إلى الشرك والطغيان وقد حكى ابن حزم إجماع العلماء على تحريم التعبيد لغير الله وعلى هذا يجب أن يغير ما ذكر في السؤال من الأسماء وما شابهها .
ثانياً : ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة) رواه البخاري ومسلم .
وروى هذا الحديث الترمزي وابن ماجة وابن حبان والحاكم البيهقي وغيرهم وزادوا فيه تعيين الأسماء التسعة والتسعين مع اختلاف في تعيينها وللعلماء في ذلك مباحث :
أ- منها – أن المراد بإحصائها معرفتها وفهم معانيها والإيمان بها والثقة بمقتضاها والاستسلام لما دلت عليه وليس المراد مجرد حفظ ألفاظها وسردها عداً .
ب- ومنها المعول عليه عند العلماء أن تعيين التسعة والتسعين اسما مدرجاً في الحديث استخلصه بعض العلماء من القرآن فقط أو من القرآن والأحاديث الصحيحة وجعلوها بعد الحديث كتفسير له وتفصيل للعدد المجمل فيه وعملا بترغيب النبي صلى الله عليه وسلم في إحصائها رجاء الفوز بدخول الجنة .
ج- ومنها أنه ليس المقصود من الحديث حصر أسماء الله في تسعة وتسعين أسماء – لأن صيغته ليست من صيغ الحصر وإنما المقصود الأخبار عن خاصة من خواص تسعة وتسعين اسما من أسمائه تعالى وبيان عظم جزاء إحصائها ويؤيده ما رواه الإمام أحمد في مسنده عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((ما أصاب أحداً قط هم ولا حزن فقال اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض فيَّ حكمك عدل فيَّ قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحا)) .
فبين النبي صلى الله عليه وسلم أنه استأثر بعلم بعض أسمائه فلم يطلع عليها أحداً من خلقه فكانت من الغيبيات التي لا يجوز لأحد أن يخوض فيها بحرص وتخمين لأن أسماءه تعالى توقيفية كما سيجيء إن شاء الله .
د- ومنها أسماء الله توقيفية فلا يسمى سبحانه إلا بما سمى به نفسه أو سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يجوز أن يسمى باسم عن طريق القياس أو الاشتقاق من فعل ونحوه خلافاً للمعتزلة والكرامية فلا يجوز تسميته بناءً ولا ماكراً ولا مستهزئاً أخذاً من قوله تعالى : )والسماء بنيناها بأيد( وقوله : )ومكروا ومكر الله( )الله يستهزئ بهم( ولا يجوز تسميته زارعاً ، ولا ماهداً ولا فالقاً ، ولا منشئا ، ولا قابلاً ، ولا شديداً ، ونحو ذلك آخذاً من قوله تعالى : )ءأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون ( وقوله : )فنعم الماهدون( وقوله )ءأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون( وقوله تعالى : )فالق الحب والنوى( وقوله )قابل التوبة شديد العقاب( لأنها لم تستعمل في هذه النصوص إلا مضافة وفي أخبار على غير طريق التسمي لا مطلقة فلا يجوز استعمالها إلا على الصفة التي وردت عليها في النصوص الشرعية .
فيجب إلا يعبَّد في التسمية إلا لاسم من الأسماء التي سمى الله بها نفسه صريحاً في القرآن أو سماه بها رسوله صلى الله عليه وسلم فيما ثبت عنه من الأحاديث كأسمائه التي في آخر سورة الحشر ، والمذكورة أول سورة الحديد ، والمنشورة في سورة أخرى من القرآن . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عبد العزيز بن عبد بن باز الرئيـس
عبد الرازق عفيفي نائب رئيس اللجنة
عبد الله بن غديان عضـو
عبد الله بن قعود عضو
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه نبينا وإمامنا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين . ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى